{وَعَرَضْنَا جَهَنَّم} في معنى قوله: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (٩١)} الشعراء: ٩١.
{فِي غِطَاءٍ} وهو ما يستر الشيء كالغشاوة ونحوها {عَنْ ذِكْرِي} وهو ما نصبه الله تعالى من العلامات للتذكرة، أراد نفي الاستطاعة التي هي موقوفة على التوفيق دون الاستطاعة التي هي موقوفة على صحة البنية.
{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ} قال الكلبي: الخطاب للمؤمنين، و {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ} اليهود والنصارى، وقيل: الخطاب لهم كما في قوله: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ} المائدة: ٦٠ وفائدة الاستفهام استدراج المستمعين.
{ضَلَّ} حبط عند الله أو عند المؤمنين وفي الآخرة سعيهم الذي سعوه {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} وكان علي - رضي الله عنه - يتأول هذه في الخوارج.
{فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} أراد نفي السعي المتزن، عن كعب بن عجرة قال: يجاء بالرجل يوم القيامة فيوزن بالحبّة فلا يزنها، ثم يوزن بجناح بعوضة فلا يزنها، ثم تلا هذه الآية (١).
{ذَلِكَ} إشارة إلى المُنَزَّل فهو مبتدأ وخبره، وقيل: ذلك إشارة إلى ما تقدم أي اعلم ذلك، ويكون جزاؤهم مبتدأ منقطعًا عما تقدم (٢).
{جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ} الفردوس البستان بلغة الشام، قال الكلبي: الفردوس أدنى الجنان منزلًا، وزاد أبو حاتم أحمد بن حمدان صاحب كتاب الزينة: أن طعام أهل الفردوس رأس الثور الذي عليه الأرض وكبد النون، فذلك
(١) البخاري (٤٧٢٩)، ومسلم (٢٧٨٥).
(٢) يجوز أن يكون "ذلك" خبرًا لمبتدأ محذوف أي: الأمر ذلك، فتكون "جزاؤهم" جملة مستقلة. والوجه الثاني: أن يكون "ذلك" مبتدأ أول، و"جزاؤهم" مبتدأ ثانٍ، و"جهنم" خبره، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول، والعائد محذوف، التقدير: جزاؤهم به، كذا قال أبو البقاء العكبري.
الإملاء (٢/ ١٠٩)، الدر المصون (٧/ ٥٥٤).