وعن الحسن وقتادة وابن زيد أنها قوله: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} الآية (١).
وعن مجاهد: هي قوله: "اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رَبِّ إني ظلمتُ نفسي فاغفر لي فإنك أنت خير الغافرين، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، ربِّ إني ظلمتُ نفسي فارحمني فإنك أنت خير الراحمين، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب إني ظلمتُ نفسي فَتُبْ عليَّ إنك أنت التَّواب الرحيم" (٢).
قيل: هي قوله حين عطس فَحَمِدَ: يرحمك ربّك. وقيل: هي قوله: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ} الآية. وقيل: إنها قوله: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١)} الآية.
وقيل: إنها قوله: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}.
وقيل: إنها جميع ما ذكرنا.
{فَتَابَ عَلَيْهِ} قَبِلَ توبته، والتَّواب: العود والرجوع، وإنما لم يقل "عليهما" لأَنَّ آدمَ (٣) استغفرَ لنفسه ولحواء فإذا ثبت استجابة دعوته ثبت غفران حواء. و {التَّوَّابُ} كثير المراجعة إلى قبول توبة التائبين (٤). {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا} كرر الهبوط لأن الأول كان مِنَ الجنة إلى السماء فيما يروى،
(١) أما عن الحسن فذكره ابن أبي حاتم بدون سند (١/ ٩١)، وعزاه في الدر (١/ ٥٩) لعبد بن حميد، وأما عن قتادة فرواه عبد الرزّاق في تفسيره (١/ ٦٧)، وابن أبي حاتم بدون سند (١/ ٩١)، وعزاه في الدر (١/ ٥٩) لعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في الشعب، ولم أجده عن ابن زيد بهذا اللفظ وإنما بلفظ آخر.
(٢) الطبري (١/ ٥٤٢)، ابن أبي حاتم (٤١١)، وعزاه في الدر (١/ ٥٩)، لعبد بن حميد عن عبد الله بن زيد.
(٣) في (أ): (لآدم).
(٤) قال الطاهر بن عاشور في تفسيره: المبالغة في التواب أي أنه الكثير القبول لتوبة التائبين فهو مثال مبالغة من تاب المتعدي وهو تذييل لقوله: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ} المؤذن بتقدم تاب آدم فتاب الله عليه على جعل التواب بمعنى الملهم لعباده التوبة وهو كناية عن قبول التائبين. اهـ
التحرير والتنوير ١/ ٤٣٩.