السحاب إذا برق، وضحك الشيب إذا تبيّن، وضحكت الشمس إذا ازداد
ضوؤها، وضحكت الأرض إذا اكتست بالأنوار، قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (٣٩)} عبس: ٣٩،٣٨ والبكاء ضدّ الضحك،
قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (٤٣)} النجم: ٤٣، وقوله: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ} الدخان: ٢٩.
{فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ} نزلت في غزوة تبوك قبل رجوع رسول الله (١) إلى
المدينة، فإنما قال: {لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا} لمعنيين؛ أحدهما: الزجر
والمعاقبة، والثاني: أنه لم يخرج بعد ذلك إلى غزوة حتى قبضه الله
تعالى، وقوله: {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} الفتح: ١٦ مختلف فيه، قيل: دعاهم إلى الخروج مع علي بن أبي طالب في غزوة طي، فخرج
علي بهم وأغار على طي وسبق ابنة حاتم الطائي أخت عدي فمنَّ عليها
وأطلقها فتبعت أخاها وأخبرته بالقصة ولم تزل (٢) به حتى حملته على (٣) أن
وقد على النبي -عليه السلام- (٤)، فلما رآه قام بين يديه إكرامًا له ولم يكن يقوم
بين يدي أحد من المشركين، ثم خرج إليه من المسجد وأخذ بيده فذهب
إلى الحجرة، فلما كان ببعض الطريق استقبلته امرأة ترفع إليها حاجتها،
فجلس لها رسول الله حتى سمع قصتها وقضى حاجتها ثم قام وانطلق مع
عدي إلى البيت، فاستدل عدي بتواضعه على أنه نبي وليس بملك جبار.
ثم عرض عليه النبي -عليه السلام- (٤) الإسلام فأسلم (٥).
وقيل: دعاهم إلى الخروج مع أسامة بن زيد إلى اليمن فتوفي قبل
خروجه وسرحه أبو بكر مع القوم بعد ما تردَّدوا في أمرهم وترفعوا أن
(١) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(٢) في "ب": (فلم تزل)، وفي "أ": (فلم يزل).
(٣) في "أ": (حتى).
(٤) (السلام) ليست في "ي".
(٥) ابن سعد في الطبقات (١/ ٣٢٢)، وابن عساكر في تاريخه (٦٩/ ١٩٣) وليس فيه أسباب النزول في هذه الآية.