وذهب جماعة إلى أن المراد شدة الأمر واستطالة أهله إياه، كما تستطال أيام
الشدائد في الدنيا، وتستقصر أيام الرخاء والنعمة.
الغريب: أسماء القيامة في القرآن خمسون، فكل اسم يبنى على معنى
يقع في ألف سنة.
العجيب: لا يمتنع أن يختلف تقدير السنة في الإضافة إلى أصناف
الخلق، كما يختلف تقدير السِّنِّ عندهم، فقد ذكر عن أهل الصين أنهم
يعدون كل فصل من الفصول الأربعة سنة.
ومن العجيب: الضحاك وعكرمة وغيرهما: أن اليوم في الآية عبارة عن
أول أيام الدنيا إلى انقضائها، وأنها خمسون ألف سنة لا يدري أحدكم كم
مضى وكم بقي إلا الله سبحانه.
ومن العجيب جداً قول من قال: (خمسون) صلة في الكلام، وهذا
فاسد، إذ لو جاز مثل هذا لقيل في قوله (كَأَلْفِ سَنَةٍ) خمسين ألف سنة.
فحذف (خمسون) ومثل هذا لا يجوز الإقدام عليه في الكلام، فكيف في
كلام الله سبحانه وتعالى.
وجاء في الخبر أنه - عليه السلام - سئل، وقيل له يوم كان مقداره
خمسين ألف سنة، ما أطوله) : فقال - عليه السلام - صلى الله عليه وسلم -: " والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا".
قوله: (يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ) .