قال الزجاج وأبو علي وغيرهما: "نذيراً" منصوب على الحال، وهو حال عن إحدى، أو عن الكبر، وفي إحدى معنى التفرد، وفي الكبر معنى الكبر أو حال عن "قُمْ" أول السورة، أي قم منذراً. هذه الثالثة مذكورة في التفاسير، وقد أضيفت إليها ثلاثين وجهاً) : منها فأنذر نذيراً من وجهين: أحدهما: حال من الضمير.
كما تقول: قم قائماً، والثاني: مصدر. ومنها وربك نذيراً لِلْبَشَرِ، فقد جاء في صفة كما سبق في الفرقان وغيره. ومنها فبهر نذيراً لِلْبَشَرِ، ومنها وثيابك نذيراً لِلْبَشَرِ فيمن حمل الثياب على النفس وعن الكاف أيضاً لأنه خطاب للنبي عليه السلام -، ومنها فطهر نذيراً، فقس على هذا ما يعود إلى
الله سبحانه - في قوله (ذرية) وكذلك ما يعود إلى - النبي - عليه السلام ومنها في الناقور، نذيراً لِلْبَشَرِ. ومنها سأصليه نذيراً لِلْبَشَرِ، وسقر نذيراً لِلْبَشَرِ، ومنها ملائكة نذيراً لِلْبَشَرِ. يكون وصفاً، ولا حاجة إلى الجمع ولا إلى علامة التأنيث، لأنه مصدر، ولأن فعيلا يقع للجمع والمؤنث. ومنها تسعة عشر
نذيراً فيكون نصباً على التمييز، والتقدير تسعة عشر ملكاً نذيراً، فحذف
الموصوف وجاز الإحالة بين الموصوف والصفة، وذلك في القرآن كثير.
وجاء أيضاً للإحالة بين العدد والمميز، كقوله:
٢٥٢١. . . . . . . . . . . . . . . .. ثلاثونَ للهجرِ حولاً كميلاً
فنصبه من أربعة أوجه:
حال، ومصدر، وصفة لمنصور، وتمييز، ويجوز
إضمار أعني، يكون مفعولاً به - والله أعلم -.
قوله: (فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (٥١) .
أي الأسد، وقيل: الرماة الصيادون.
الغريب: ابن عباس: فرت من ركز الناس وصوتهم.