قوله: (الْأُخْدُودِ) اختلفوا في موضعها وواضعها.
والغريب فيها: ما ذكره الحسن والربيع: أنهم قوم آمنوا في الفترة.
وكانوا بضعة وثمانين رجلاً وامرأة، فعلم قومهم بهم، فخدوا الأخدود
وتوعدوهم بالإلقاء فيها إن لم يرجعوا عن الإيمان، فاقتحموا ولم يرجعوا
وبقيت عجوز معها ابن لها طفل واسمه فاقوس، فنكصت، فصاح بها ابنها يا
أماه قَعِي ولا تنافقي.
ومن الغريب: الفراء: ارتفعت النار فأحرقت أصحاب الأخدود ونجا
المؤمنون.
العجيب: ابن بحر: ظاهر الآية يقتضي أن هناك جماعة كانوا يصطلون
على حفيرة فيها نار، وبين أيديهم قوم آخرون كانوا يفتنون نفراً من المؤمنين
نوع من العذاب فلم ينكروا عليهم، ولم ينصروا المؤمنين، فمقتهم الله مع
الكفار فجعل لجميعهم عذاب جهنم وعذاب الحريق.
قوله: (النارِ ذاتِ الوقود) .
بدل من الأخدود بدل الاشتمال، وذهب بعضهم إلى التقدير النار ذات
الوقود فيها، لأن الاشتمال لا يكون إلا بعائد، كقوله: (عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ) ، وقال بعضهم: تقديره نارها ذات الوقود فسد الألف واللام مسدَ الإضافة.
العجيب: قتل أصحاب الأخدود بالنار ذات الوقود، فحذف الباء، وهذا
بعيد، لأن المجرور بعد حذف الجار لا يبقى مجروراً إلا اسم الله سبحانه
وتعالى في القسم فحسب.
قوله: (الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) .