سؤال: لم قال في الفتح: (مِنْهُمْ مَغْفِرَةً) - بالنصب -، وفي هذه
السورة: (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) - بالرفع -؟
الجواب: لما بالغ في وصفهم هناك كل المبالغة، صرح بالموجود، فقال: (مِنْهُمْ مَغْفِرَةً) - بالنصب -، وها هنا لما لم يكن تلك المبالغة اكتفى بالموعود، واستدلال من استدل في الآية بقول الشاعر:
وَجَدْنا الصَّالحين لهم جزاءَ. . . وَجِنَّاتٍ وَعَيناً سَلْسَبِيَلا
بعيد، لأن "وجد" تأني على وجوه.
قوله: (إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ) .
فيه قولان: أحدهما: أن جزاء الشرط (إِنِّي مَعَكُمْ) .
والثاني: أن جزاء الشرط قوله: (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ) ، على تقدير، والله لأكفرن، واللام في "لَئِنْ" لامُ توطئةِ القسم، وقد سبق.
قوله: (قَاسِيَةً) .
صلبة شديدة، وقرئ: "قسيَّة" للمبالغة في الذم، لأن بناء فعيل.
أبلغ من فاعل.
الغريب: قسيَّة، ردية تقول درهم قسي، أي بهرَج زائف، وسمى
بذلك لشدة صوته بالغش الذي فيه.
قوله: (عَلَى خَائِنَةٍ)
هي مصدر كالعافية، أي خيانة، وقيل: على فرقة خائنة.
(١) قال العلامة شهاب الدين الدمياطي:
واختلف في (قَاسِيَةً) الآية ١٣ فحمزة والكسائي بحذف الألف وتشديد الياء وافقهما الأعمش إما مبالغة أو بمعنى ردية من قولهم درهم قسى مغشوش والباقون بالألف والتخفيف اسم فاعل من قسى يقسو وعن ابن محيصن على خائنة بكسر الخاء وزيادة ياء مفتوحة قبل الألف وحذف الهمزة.
اهـ (إتحاف فضلاء البشر. ص: ٢٥١) .