وقيل: إن إدريس حيٌّ في السماء مثل عيسى - عليهما السلام -.
وحكى الفراء: أنه سأل ملك الموت أن يريه النار، فاستأذن ربه، فأراها إياه، ثم استأذنه في الجنة، فأراها إياه، فدخلها، فقال له ملك الموت: اخرج.
فقال: والله لا أخرج منها أبداً. فقال الله: بإذني دخل. فدعه -
قوله: (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) .
إنما فرق ذكر نسبهم، وكلهم بنو آدم للبيان عن مراتبهم في شرف
النسب، فكان لإدريس شرف القرب من آدم، لأنه جد نوح، وكان لِإبراهيم قرب نوح لأنه ولد من سام بن نوح، وكان إسماعيل وإسحاق ويعقوب من ذرية إبراهيم، فحصل لهم شرف إبراهيم لما تباعدوا من آدم، وكان موسى وهارون وزكريا ويحى وعيسى من ذرية إسرائيل، لأن مريم من ذريته.
العجيب: قال عثمان بن عطاء عن أبيه، قال: بين النبي - عليه
السلام - وبين آدم تسعة وأربعون أباً. وهم: عبد الله بن عبد المطلب بن
هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن لؤى بن غالب بن فهر بن
مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن
معد بن عدنان بن أد بن أدد بن الهميسع بن المقوم بن تارخ بن تيرخ بن
حمل بن قندر وهو ثابت بن إسماعيل بن إبراهيم بن آزر وهو تارخ بن ناحور بن راعوا بن فالغ بن أخنوح بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس بن البارز بن مهلهل بن قينان بن أنوش بن
شيث بن آدم - صلوات الله على النبيين والمؤمنين منهم.
قوله: (خَرُّوا سُجَّدًا) ، حال جمع ساجد، و (وَبُكِيًّا) جمع باك.
وقيل: مصدر، أي بكوا بكياً.
(جَنَّاتِ عَدْنٍ) .