وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (٥٦) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (٥٧)
قوله: (إِدْرِيسَ) .
هو جد نوح، واسمه أخنوخ، وقيل: إلياس، وهو أول من خط، وأول
من نظر في الحساب والنجوم، وأول من خاط الثياب ولبس المخيط، وكانوا
يلبسون قبل ذلك الجلود.
قوله: (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (٥٧) .
هو الرتبة والمنزلة والنبوة، وقيل: هو الجنة - وهو فيها -. وقيل:
السماء الرابعة. وقيل: السادسة.
الغريب: ابن عباس: قال لكعب: يا كعب أخبرني عن مكان
إدريس، الذي يقول الله: (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) ، فقال كعب: "والذي
نفسي بيده لا أخبرك إلا بما أجد في كتاب الله المنزل، أما إدريس، فإنه كان
عرج عمله إلى السماء، فعدل عمله عمل جميع أهل الأرض، فاستأذن ملك
من الملائكة أن يؤاخيه، فأذن الله له، فآخاه، فسأله إدريس: يا أخي هل
بينك وبين ملك الموت مؤاخاة، قال: نعم ذاك أخي دون الملائكة، وهم
يتآخون كما يتآخى بنو آدم. فقال له: هل لك أن تسأله لي، كم بقي من
أجلي لكي ازداد في العمل، قال: إن شئتَ سألته وأنت تسمع، قال:
فحمله الملك تحت جناحيه حتى صعد به إلى السماء، فسال ملك الموت.
أي أخي كم بقي من أجَل إدريس، قال: ما أدري حتى أنظر، فنظر، فقال: إنك تسألني عن رجل ما بقي من أجله إلا طرفة عين، فنظر الملك تحت
جناحه، فإذا إدريس قد قبض وهو لا يدري (١) .
العجيب: الحسن ووهب: إن الملائكة كانوا يتآخون ويصافحون - في
زمن إدريس - الناسَ، ويكلمونهم بصلاح الزمان، حتى كان في زمن نوح.
فانقطع ذلك عنهم.
(١) من الإسرائيليات.