أي طأ الأرض بقدميك، تقويه قراءة من قرأ (طَهْ، ما أنزلنا) ، لأن
الهاء بدل من الهمزة، وقيل: " الهاء " للاستراحة، والعذر عن حذف الألف
ما ذكر في قوله: (أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ) و (أَيُّهَ السَّاحِرُ) ونظائره.
قوله: (إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (٣) .
قال النحاس: قال أبو إسحاق: وهو بدل من (لتشقى) أي ما
أنزلناه للشقاء.
قال: وهذا وجه بعيد. والقريب: أنه منصوب على المصدر. هذا كلامه. قال الشيخ الإمام: ما قاله أبو إسحق بعيد كما ذكره
النحاس، لأن وجوه البدل ممتنعة بين التذكرة والشقاء، وقول النحاس:
إنه مفعول من أجله، أبعد من قول أبي اسحق، لأن ذلك جمع بين علتين
لفعل واحد، من غير عطف أحدهما باللام والآخر بالمصدر، وذلك ممتنع.
وقوله: أو أنه منصوب على المصدر مثل الأول في البعد، لأنه جعل
تقديرَه إلا التذكر تذكرة، وهذا أيضاً ممتنع كالأول، وللآية وجهان:
أحدهما: أن تقديره ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ما أنزلناه إلا تذكرة لمن
يخشى، فكل واحد منهما متعلق بفعل، سوى الآخر.
والثاني: أن الاستثناء منقطع، أي لكن تذكرة لمن يخشى، وقول من قال تقدير الأية على التقديم والتأخير، أي ما أنزلنا عليك القرآن إلا تذكرة لمن
يخشى، لا لتشقى، بعيد، لأن إضمار "لا" إنما يجوز في القسم.
قوله: (تَنْزِيلًا) ، أي نزلناه تنزيلا.
الغريب: بدل من التذكرة، والتنزيل والتذكرة في المعنى واحد.
قوله: (الرَّحْمَنُ) : أي هو الرحمن، و (الرَّحْمَنُ) خبر