قوله: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا) .
حكمها في الإعراب كالآية الأولى.
قوله: (مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ) .
قيل: كل رسول نبي وكل نبي رسول، لقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَا) ثم
عطف عليه، ولا نبي، وقيل: الرسول أعلى شأناً، فإن كل رسول نبي
وليس كل نبي رسول، وقيل: الرسول: صاحب الشرع، والنبي هو الذي
يأمر باتباع شرع سابق، وقيل: الرسول: هو الذي يأتيه الملك، والنبي هو
الذي يرى في المنام ما يوحى إليه.
الغريب: الرسول من بعث، والنبي المُحَدَّث الذي لم يبعث.
العجيب: الرسول: الملَك، والنبي الإنس، وهذا ضعيف، لأن ما
بعده لا يصلح وصفاً للملك.
قوله: (إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ)
ذكر في سبب النزول (١) أن النبي - عليه السلام - تلا سورة النجم، فلما بلغ قوله: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (٢٠) .
جرى على لسانه: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى.
ويروى: تلك الغرانفة العلى، ويروى: تلك الغرانيق الأولى منها الشفاعة تُرْتجى، ويروي: ومناة الثالثة الأخرى، فإن شفاعتهم ترتجى، ومضى - عليه السلام - على قراءته، وسمعت قريش ذلك، فلما بلغ آخر السورة سجد وسجد المؤمنون وسجد جميع من في المسجد من المشركين، قالوا: قد ذكر محمد آلهتنا فأحسن الذكر، فلما أمسى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل وقال: ماذا صنعت، تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله، وقلت ما لم أقل لك، فحزن - عليه السلام -
(١) باطلٌ لا يصح ردَّه المحققون.