العجيب: هذه الآية كقوله: (الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً) .
قوله: (أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ)
يعني عائشة، وقيل: عائشة وصفوان، وروى أن ابن عباس دخل على عائشة في مرضها الذي ماتت فيه، فبكت وقالت: أخاف ما أقْدم عليه، فقال ابن عباس: لا تخافي، فوالذي أنزل الكتاب على محمد لا تَقْدَمي إلا على مغفرة ورزق كريم. فقالت: رحمك الله، أهذا
شيء أنباك به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: بل شيء نبأنيه كتاب الله، قالت: فاتل على، فتلا: (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) ، فخرج من عندها، فصيح عليها، فقال ما لها، فقالوا: غشى عليها فرحاً بما تلوتَ.
قوله: (مِمَّا يَقُولُونَ)
أي يقولون هم، فهم لهم مغفرة يجوز أن يكون خبرا بعد خبر، ويجوز أن يكون استئنافاً.
قوله: (حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا) .
قيل: هو من قوله: (فَإِنْ آنَسْتُمْ) أي علمتم، أي حتى تستعلموا.
وقيل: من قوله: (آنَسْتُ نَارًا) .
الغريب: هو من الأنس، أي حتى تجدوا أنساً ممن تدخلون عليه.
العجيب: ما روي عن ابن عباس وعن سعيد بن جبير، أن الكاتب
أخطأ، وإنما هو حتى تستأذنوا، وبه قرأ ابن عباس، وهذا القول بعيد
مردود على الراوي، وأما القراءة بقوله: "تستأذنوا" فمن الشواذ.
قوله: (بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ) .
قيل: هي الخانات للمسافرين، وقيل: الخرابات للبول وغيره، (فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ) ، أي استمتاع الناس.