قوله: (وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) .
أي من الساهين. وقيل: من الضالين عن النبوة وأحكام الشريعة.
وقيل: من الجاهلين أنها تأتي على النفس.
الغريب: أي إذا كان كما قلت فقد (فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) ، " وإذا" يدل على هذا المعنى لأنه يقع في الجواب.
قوله: (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) .
عَبَّد وأعبد واستعبد: اتخذ عبدا، ومحل "أَنْ عَبَّدْتَ"، رفع على البدل
من المبتدأ وقيل: من الخبر. وقيل: نصب، أي بأن عبدت، واختلفوا في
المعنى، فحمله بعضهم على الإقرار، أي هي نعمة إذ ربيتني ولم تُعَبِّدني
كما "عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ".
وقيل: تمنُّ عليَّ بإحسانك إليَّ وتنسى إساءتك إلى بَنِي إِسْرَائِيلَ.
الحسن: أخذت من بَنِي إِسْرَائِيلَ أموالهم، وربيتني بها.
وحمله بعضهم على الإنكار على وجه الاستفهام، أي أو تلك نعمة.
الغريب: ابن بحر: أضرب موسى عن كلام فرعون، وعاد إلى كلامه.
وقوله: (تِلْكَ) إشارة إلى تخلية بني إسرائيل في قوله: (أن أرسِل مَعنا بَني
(صرائيل) ، أي تخلية سبيلهم، كما أمر الله نعمة تمنها عليَّ أن عبدتني.
وذكر بني إسرائيل، لأنه كان واحداً منهم.
قوله: (وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ) .
أي وما حقيقة ذاته، ومن أي جنس ونوع هو، فلم يشتغل موسى
بجوابه، بل ذكر الدلائل على الله بمخلوقاته.
فقال فرعون لمن حوله: ألا تستمعون كلامه، أساله عن الماهية ويجيبني عن الكمية، فزاد موسى، فقال (رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) .
قال فرعون: (إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ) - أي بزعمه - لَمَجْنُونٌ، أسأله عن شَيءٍ ويجيبُني عن شيءٍ آخر، وليس جوابه بمطابق.
الغريب: كان جوابه مطابقاً، لأن "مَا" معناه "منا كقوله (أَوْ مَا مَلَكَتْ)