أي، جولوا في الأرض ذات الطول والعرض، "فانظروا" ما حل بمن
كذب الرسل، فاحذروا ولا تُكَذِّبوا فيحلَّ بكم مثله.
الغريب: معنى (سِيرُوا فِي الْأَرْضِ)
اقرؤا القرآن، فإن أحوالهم مذكورة فيه، يغنكم عن التطواف في البلاد والديار.
قوله: (رَدِفَ لَكُمْ) .
قيل: ردفه وردف له، لغتان. وقيل: "اللام " زيادة، كما في قوله:
(لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) ، وقيل: محمول على المعنى، أي، دنا لكم، وقيل:
بمعنى من، أي قرب منكم، وقيل: محمول على المصدر، أي الرادفة لكم.
وقيل: المفعول محذوف، أي، ردف الخلق لأجلكم.
الغريب: في ردف ضمير يعود إلى الوعد، ثم ابتدأ فقال: (لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) ، فيحسن الوقف على ردف.
قوله: (وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) .
يعني، الأصم إذا كان مقبلاً يفهم بالرمز والإشارة، إذا ولى وأدبر لا
يسمع ولا يفهم.
قوله: (دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ) .
قيل: من الكلام، وقيل: َ بفعل من الكَلْم. ودابة الأرض على ما قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " دابة طولها ستون ذراعاً، لا يدركها طالب، ولا يفوتها هارب، تَسِم المؤمن بين عينيه مؤمن، وتَسِم الكافرَ بين عينيه كافر، ومعها عصا موسى وخاتم سليمان، فتجلو وجه المؤمن بالعصا، وتحطم أنف الكافر بالخاتم، حتى أن أهل الخوان ليجتمعون، فتقول هذا يا مؤمن وتقول هذا يا كافر" (١) .
(١) مسند الفردوس. برقم: ٣٠٦٦