وقيل: بدل من الرزق، وأراد {مِنَ السَّمَاوَاتِ}: المطر، {وَالْأَرْضِ}: النبات.
{وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (٧٣)} أي: ليس لها الآن ملكه ولا في استطاعتهم أن يملكوا أبداً، ووحد (يملك) على لفظ (ما)، وجمع {يَسْتَطِيعُونَ (٧٣)} على المعنى قياساً على (مَنْ) (١).
{فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} الزجاج: لا تجعلوا له (٢) مثلاً فإنه واحد لا مثل له، أي: لا تجعلوا له الشركاء، وقيل: لا تقيسوه على شيء من خلقه ولا أفعاله على أفعالكم (٣).
{إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٧٤)} وإنما تُضْرَبُ الأمثالُ لمن لا يَعْلَم.
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا} فيه قولان:
أحدهما: أنه مثل ضربه الله لنفسه ولمن عبد دونه أو معه، لأنه عاجزٌ مُدَبَّرٌ مملوك ولا يقدر على نفع ولا ضرّ، والله واسع رازق جواد مقتدر.
والثاني: أنه الكافر لا يعمل (٤) بطاعة الله، أي: كأنه لا يقدر على ما ينفقه في طاعة الله ومن رزقناه من المؤمنين مالاً حلالاً.
{فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ} (٥) يتصدَّق منه.
{سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ} أي: في الطاعة
الزجاج: بين الله أن المتساويين في الخلق إذا كان أحدهما مقتدراً على الإنفاق
(١) انظر: «معاني القرآن» للفراء ٢/ ١١٠ - ١١١، فقد أورد بعض الآيات التي فيها (مَنْ) وفيها معنى الجمع.
(٢) في (ب): (لا تجعلوا لله ... ).
(٣) في (ب): (ولا أفعالكم على أفعاله).
(٤) في (ب): (يعمل لا بطاعة الله).
(٥) في (ب) زيادة (أي يتصدق منه).