المفضل: لله ما غاب عن الخلق، أي: في قبضته لا يعزُب عنه (١).
ابن بحر: غيب السموات والأرض ما اشتملتا عليه ودخل فيهما فهو غيب (٢)، أي: مغيب، من قوله {غَيَابَتِ الْجُبِّ} يوسف: ١٠، أي: داخل الجبّ.
{وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ} في قرب كونها وسرعة قيامها.
والساعة: اسم لوقت النشور.
الزجاج: اسم لإماتة الخلق وإحيائهم (٣).
والأول أظهر.
وسمي ساعة لأنه جزء من يوم القيامة، وأجزاء الزمان تسمى ساعات.
{إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ} كرجع طرف، وقيل: مسافة ما يلمحه البصر، حكاه الماوردي (٤)، والأول الوجه؛ لأن المراد بلمح البصر السرعة والسهولة، وضرب المثل به لأنه لا يعرف زمان أقلّ منه.
{أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} أو بمعنى بل، وقيل بمعنى الواو.
وقيل: للشك في حق المخاطب، ويحتمل تصحيح قوله أقرب؛ لأن اللمح فِعلان وضع الجفن ورفعه، وقيام الساعة فعل واحد.
{إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٧٧)}.
{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} بالولادة، وأمهات جَمْعُ أمّ، زِيْد فيها الهاء
(١) نقله أبو حيان ٥/ ٥٠٤ عن المفضل أيضاً.
(٢) في (ب): ( ... فهو مغيب من قوله ... ) فحصل فيها سقط.
(٣) انظر: «معاني القرآن» للزجاج ٣/ ٢١٤.
(٤) لم أجده عند الماوردي في تفسيره المطبوع، وقال يحيى بن سلام في تفسيره ١/ ٧٨: (ولمح البصر أنه يلمح مسيرة خمس مائة عام، يلمح إلى السماء، يعني سرعة البصر).