وقيل: هو من: حَنَكْتُ الصبيَّ واحْتَنَكْتُه (١)، إذا جعلت في حَنَكِه حلاوة.
{إِلَّا قَلِيلًا (٦٢)} وهم المخلصون من عباد الله.
{قَالَ اذْهَبْ} هذا طرد وإبعاد وليس فيه مجيء ولا ذهاب، وقيل: تباعد عن جملة أوليائي بعد أن عصيت.
{فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ} أي: جزاؤهم وجزاؤك وغلب المخاطب على الغائب.
{جَزَاءً مَوْفُورًا (٦٣)} متمماً مكملاً.
المبرد: لا يُعْزَلُ عنهم من عذابهم شيء.
تقول: وَفَرُت الشيء فَوَفَرَ، لازم ومتعد.
قال الشاعر (٢):
وَمَنْ يَجْعَلِ المعروفَ مِن دونِ عِرضهِ ... يَفِرْهُ ومَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ
وقيل: موفور: بمعنى وافر.
{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} أزعجه، وأصل الفَزِّ: القطع، ومنه: تفزز الثوب، إذا تخرق (٣)، وفززته: قطعته (٤).
الزجاج: استدعهم استدعاء يحملهم إلى إجابتك (٥).
قطرب: استخفف، من: الخفة.
ابن جرير: استجهل (٦).
(١) قوله (واحتنكته) سقط من (ب).
(٢) هو: زهير بن أبي سلمى، كما في ديوانه (ص ٨٧).
(٣) في (ب): (إذا تقطع).
(٤) هذه المعاني مذكورة في باب (فزر) من معاجم اللغة، وورد في «اللسان» (فزز): (فَزَّ الجُرحُ ... نَدِيَ وسالَ بما فيه) فلعله من هذا، وقد ذكر بعض المفسرين مثل ما ذكر الكرماني أعلاه، كما في «الفريد» للهمداني ٤/ ٢٠٤، والقرطبي ١٣/ ١١٨.
(٥) انظر: «معاني القرآن» للزجاج ٣/ ٢٥٠.
(٦) انظر: «جامع البيان» للطبري ١٤/ ٦٥٦.