ابن عيسى (١): تعطيهم اليسير من شعاعها ثم تأخذه بانصرافها من قرض
الدراهم (٢)، (٣).
{وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ} متسع وفضاء.
{مِنْهُ} من الكهف ينالهم نسيم الريح وبرد الهواء.
سعيد بن جبير: فجوة منه: داخل منه (٤).
وقيل: المكان الموحش (٥).
{ذَلِكَ} أي: المذكور.
{مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ} آيات قدرته على ما يريد.
{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ} من يوفقه فهو الذي اهتدي وأصاب.
{وَمَنْ يُضْلِلْ} يخذله.
{فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (١٧)} أي: ومن أضله فلا هادي له.
{وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا} جمع يقظ بالضم والكسر.
{وَهُمْ رُقُودٌ} أي: لو رأيتهم مشاهدة لظننت ذلك لأن عيونهم كانت مفتوحة كأنهم أحياء ينظرون.
(١) ابن عيسى، علي بن عيسى، أبو الحسن الرماني، ويعرف أيضاً بالإخشيدي، وبالوراق، كان إماماً في العربية والأدب، على مذهب المعتزلة، صنف: التفسير، الحدود الأكبر، والأصغر، معاني الحروف، شرح المقتضب، توفي سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
انظر: بغية الوعاة (٢/ ١٨٠).
(٢) أصل القَرْض القطع، ومنه قرضت الثوب قطعته، وقرضت الدراهم أي قطعت جزءً منها لك، وقرضت الوادي جزته، وقرضت المكان عدلت عنه، وقَرَضَ الشعر أي: قاله.
انظر: لسان العرب (١٥/ ٣٦٤)، مادة: قرض، المصباح المنير (٢/ ٤٩٨)، مختار الصحاح (١/ ٥٦٠).
(٣) انظر: النكت والعيون الماوردي (٣/ ٢٩٠).
(٤) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٥/ ١٨٩).
(٥) حكاه الماوردي في النكت والعيون (٣/ ٢٩١).