{فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ} أي: ترى المذنبين خائفين وقوع المكروه.
{مِمَّا فِيهِ} من الذنوب.
{وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ} تعجباً من شأنه.
{لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً} أي: من الذنوب.
وقيل: بل جميع أعماله مكتوب فيه (١).
{إِلَّا أَحْصَاهَا} عدَّها وأحاط بجميعها.
{وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا} مكتوباً، جزاؤه حاضراً.
{وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (٤٩)} بزيادة العذاب أو نقصان الثواب (٢).
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ} سجود تحية، وقيل: سجود انقياد، وقيل: سجود تعبد (٣).
{فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ} ابن عباس، رضي الله عنهما: حَيٌّ من أحياء الملائكة يقال لهم الجن خُلِقُوا من نار السمّوم وخُلِقَت الملائكة غير هذا الحي من نور (٤).
وروي عن ابن عباس، رضي الله عنهما أيضا: نُسِبَ إلى الجِنَان لأنه كان خازناً لها كالمكي والمدني (٥).
الحسن: لم يكن من الملائكة ولا طرفة عين بل هو أصل الجن كما أن آدم عليه السلام أصل الإنس (٦).
(١) انظر: بحر العلوم للسمرقندي (٢/ ٣٠٢).
(٢) في أ: " بزيادة العذاب ونقصان الثواب ".
(٣) "وقيل: سجود تعبد" ساقط من أ، ب.
والصواب أنه سجود تعظيم وتحية لاسجود عبادة.
(٤) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٥/ ٢٨٧).
(٥) انظر: المصدر السابق (١٥/ ٢٨٩).
(٦) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٥/ ٢٨٩)، وصححه ابن كثير في تفسيره (٣/ ٩٣).