أبو عبيدة: وهذه (١) لم نسمعها من العرب، إنما تكلمت بها العرب (٢) بعد نزول القرآن (٣).
ومعنى {عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}، الزجاج: خرج عن أمر ربه (٤).
قطرب: فسق عن أمر ربه عدل (٥).
وقيل: الملائكة خُلِقُوا من الريح وهم روحانيوّن، وإبليس وسائر الجن من النار، وآدم عليه السلام من الطين، وقد سبق معنى هذه الآية (٦).
{أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي} فتطيعوهم (٧) فيما يدعونكم إليه أي: تتولنهم ولا تتولوني. {وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ} أي: أعداء.
{بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (٥٠)} بئس البدل من الله إبليس وذريته. وقيل: بئس البدل معصية الله من طاعته، وقيل: بئس البدل النار من الجنة (٨).
{* مَا أَشْهَدْتُهُمْ} ما أحضرتهم يعني إبليس وذريته.
وقيل: الكفار أجمع (٩). وقيل: الملائكة (١٠).
{خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} فأستعين بهم على خلقها أو أشاورهم فيه.
(١) في ب، ج: "هذه".
(٢) " إنما تكلمت بها العرب " ساقط من أ.
(٣) انظر: مجاز القرآن لأبي عبيدة (١/ ٤٠٦)، والفسق يطلق ويراد به الميل والخروج عن الشيء، ومنه الفسق في الدين والمراد به الميل والانعدال عن القصد، ومنه قول العرب: فسقت الرطبة من قشرها إذا خرجت منه.
انظر: غريب الحديث لابن قتيبة (١/ ٢٤٩)، وغريب الحديث للخطابي (١/ ٦٠٣).
(٤) انظر: معاني القرآن للزجاج (٣/ ٢٤٠).
(٥) "عدل" ساقط من ج.
(٦) انظر: جامع البيان لابن جرير (١/ ٥٤٢).
(٧) في ج: "فتطيعونهم".
(٨) حكاه الماوردي في النكت والعيون (٣/ ٣١٤).
(٩) انظر: الكشف والبيان للثعلبي (٦/ ١٧٧).
(١٠) قاله الكلبي.
انظر: المصدر السابق (٦/ ١٧٧).