{قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ} أي: ما أعطانيه سبحانه (١) من التمكين خير من عطيتكم.
وقيل: تمكين الله ومعونته لي خير (٢) مما تعرضون عليّ من الأجر والجُعْل (٣).
والضمير في {فِيهِ} يعود (٤) إلى السد المسؤول.
وقيل: إلى مامكني أي: مامكني من المال والآلات خير مما تبذلونه (٥).
ومن قرأ {مَكَّنِّي} بنونين فعلى الأصل ولأنهما غير لازمين، ومن أدغم فالاجتماع متماثلين (٦).
{فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ} بآلة. مقاتل (٧): برجال (٨) أي: بقوة أبدانكم.
ابن عيسى: بما أتقوى به على ما أريد (٩).
{أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (٩٥)} سدًا متراكماً (١٠) بعضه على بعض من ردمت (١١)، وقيل: حجاباً شديداً (١٢).
{آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} قطع الحديد، والزُبْرة: القطعة الكبيرة، وجمعها زُبَر (١٣)،
(١) في ج: " ما أعطاني سبحانه ".
(٢) في أ: " ومعونته خير لي ".
(٣) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٥/ ٤٠٣).
(٤) " يعود ساقط من " أ.
(٥) انظر: بحر العلوم للسمرقندي (٢/ ١٦٧).
(٦) قرأ ابن كثير " مكنني " بنونين، وقرأ البقية " مكني " بنون مشددة على الإدغام.
انظر: الحجة لابن خالويه (٢٣٢)، النشر لابن الجزري (٢/ ٣١٥).
(٧) " مقاتل " ساقط من أ.
(٨) انظر: تفسير مقاتل (٢/ ٢٠١).
(٩) انظر: البحر المحيط (٦/ ١٥٥).
(١٠) في ب، ج: " متراكباً " وهما متقاربان.
(١١) الرَّدم: جعل الشيء بعضه على بعض، وردمت الثلمة ردماً إذا سددتها.
انظر: لسان العرب (٥/ ١٩٢)، مادة: رَدَمَ.
(١٢) حكاه في النكت والعيون (٣/ ٣٤٢).
(١٣) الزُّبْرة: الشعر المجتمع على كاحل الأسد، وزُبْرة الحديد القطعة الضخمة منه.
انظر: افائق للزمخشري (٢/ ١٠٣)، القاموس المحيط (٥٠٩).