الحسن في جماعة: كانا من جلد بقر، وإنما أمر بخلعهما لينال قدمه بركة الوادي المقدس (١).
وقيل: أمره بذلك تأديباً له وأمراً بالخضوع (٢)، والخلع: نزع الملبوس.
وقيل: معناه فرغ قلبك من شغل الأهل والولد، حكاه الثعلبي (٣).
فخلعهما موسى فألقاه من وراء الوادي.
{إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ (١٢)} الوادي: سفح الجبل، ويقال: هو مجرى عظيم من مجاري الماء.
و{الْمُقَدَّسِ} المُطَهَّر بإزالة النجاسات، وكذلك بإزالة الكفر والمعصية عنه.
وقيل: المقدس المبارك (٤).
{طُوًى (١٢)} اسم علم للوادي؛ من صَرَفَه قال (٥) سمي مذكر بمذكر، ومن لم يصرفه فلتأنيث البقعة والتعريف، وقيل: للعدل والتعريف، وقيل: طوى مصدر مثل هدى (٦) والمعنى: نودي طوى، أي: مرتين لأن الثانية إذا أعقبت الأولى صارت كالمطوية عليها وكذلك فيمن كسر {طُوًى}. (٧)
ومثله لاثناء (٨) في الصدقة.
(١) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٦/ ٢٤)، وأخرج نحوه عن مجاهد، وابن أبي نجيح، واختار أن الله أمره بخلع نعليه ليباشر بقدميه بركة الوادي لأنه مقدس، ولم يدل دليل صحيح على أنهما كانا من جلد حمار، أو لنجاستهما، أو غير ذلك.
(٢) انظر: الكشف والبيان للثعلبي (٦/ ٢٤٠).
(٣) انظر: الكشف والبيان للثعلبي (٦/ ٢٤٠).
(٤) قاله ابن عباس، رضي الله عنهما.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٦/ ٢٦).
(٥) " قال " ساقط من أ.
(٦) انظر ذلك في معاني القرآن للزجاج (٣/ ٢٨٦).
(٧) قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو " طُوى وأنا " غير مصروفة، وقرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي " طُوىً " مصروفة.
انظر: الغاية في القراءات العشر للنيسابوري (٢٠٦)، التيسير للداني (١٥٠).
(٨) في ب: " لا ثني ".