وقيل: معناه: لم نملك الوفاء فتركناه عن تمكن، لكن الذي حَمَلْنَاه من زينة القوم شغلنا عن الاهتمام بذلك (١).
{وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (٨٧)} وذلك أنهم كانوا قد استعاروا من القبط حلياً كثيراً ليوم زينة لهم فبقيت معهم.
وقيل: أَمَرَهم موسى بالاستعارة، وقيل: أمر الله موسى بذلك وكان ابتلاءً لهم (٢).
و{أَوْزَارًا} أثقالاً، وكان كثيراً.
وقيل: هو ما ألقاه البحر على الساحل من ذهبهم وفضتهم وحليهم بعد إغراقهم فأخذوه (٣).
وقيل: {أَوْزَارًا} آثاماً أي: حَمَلنا من حلي القوم لأنهم استعاروا ليتزينوا في عيد كان لهم ثم لم يردوها عليهم عند الخروج من مصر مخافة أن يعلموا بخروجهم فحملوها، فلما تأخر مجيء موسى من الجبل قال لهم السامري: إنما أخلف موسى ميعادكم لما معكم من حلي القوم وأنها حرام عليكم (٤).
وقيل: لم تكن الغنائم حلالاً لهم قالوا: فما الرأي؟ قال: نحفر (٥) حفيرة ونسجر فيها ناراً وكل من معه شيء منها قذفه (٦) فيها، ففعلوا، وقذف السامري ما معه، وهو قوله {فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (٨٧)} (٧).
(١) قال ابن جرير في جامع البيان (١٦/ ١٣٣) " أقروا على أنفسهم بالخطأ، وقالوا: إنا لم نطق حمل أنفسنا على الصواب، ولم نملك أمرنا حتى وقعنا في الذي وقعنا فيه من الفتنة ".
(٢) انظر ذلك في: جامع البيان لابن جرير (١٦/ ١٣٥، ١٣٦).
(٣) انظر: معالم التنزيل للبغوي (٥/ ٢٨٩).
(٤) قاله ابن عباس، رضي الله عنهما، ومجاهد، والسدي.
انظر: الوسيط للواحدي (٣/ ٢١٨).
(٥) في ب: " لحفر "، وهو تصحيف.
(٦) في ب: " قذف فيها ".
(٧) وهو مروي عن السدي.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٦/ ١٤٠)، تفسير ابن كثير (٣/ ١٧٠).