{وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} قيل: منكم وفيكم، كداود وسليمان وغيرهما.
المؤرج (١): أحراراً بلغة هذيل.
الحسن: ملكوا أنفسهم من استعباد القبط (٢).
قتاده: كانوا أول من مَلَكَ الخدم (٣).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كانت بنو إسرائيل إذا كان لأحدهم خادم وامرأة ودابة يُكتبُ ملكاً) (٤).
ابن عباس ومجاهد: من كان له بيت وخادم وامرأة فهو ملك (٥).
وقيل: جعلكم ملوكاً: أي: أغنياء لا تحتاجون إلى غيركم.
الضحاك: من كان مسكنه واسعاً وفيه ماء جار فهو ملك (٦).
وقيل: من لم يدخل أحد داره إلا بإذنه فهو ملك.
{وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (٢٠)} يريد عالمي زمانهم، من المنّ والسلوى وتظليل الغمام وما ذكر آنفاً.
(١) هو ابن عمرو السدوسي، عالم بالعربية والأنساب، من أصحاب الفراهيدي، وله كتاب في غريب القرآن، توفي سنة (١٩٥ هـ) وقيل (٢٠٤ هـ).
انظر: «ترتيب الأعلام» ١/ ٢١٢، و «الموسوعة الميسرة» ٣/ ٢٧٣١. وقد نقل قوله هذا: النقاش في «شفاء الصدور» (ج ١/ق ٢٤٤/أ).
(٢) انظر: «أحكام القرآن» للجصاص ٢/ ٣٩٨.
(٣) أخرجه عبدالرزاق ١/ ١٨٦، والطبري ٨/ ٢٧٨، وزاد السيوطي في «الدر المنثور» ٥/ ٢٤١ نسبته إلى: عبد بن حميد وابن المنذر.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم كما ذكر ذلك ابن كثير والسيوطي ٥/ ٢٤١، ثم قال ابن كثير ٥/ ١٤٥: وهذا حديث غريب من هذا الوجه.
(٥) أما أثر ابن عباس فقد أخرجه عبدالرزاق ١/ ١٨٧، والطبري ٨/ ٢٨٠، وأما أثر مجاهد فهو في تفسيره (ص ٣٠٤)، وأخرجه الطبري ٨/ ٢٨٠ - ٢٨١.
(٦) نقله ابن الجوزي ٢/ ٣٢٢، والخازن ١/ ٤٤٣ عن الضحاك.