أراد يا قوم فحذف ألف الوصل والألف بالالتقاء الساكنين فلما حذفا من اللفظ حذفا من الخط، ولا يجوز تعمد الوقف عليه لأنه يؤدي إلى مخالفة المصحف وذلك غير جائز بوجه، ومن قرأ بلفظ الأمر فهو استئناف كلام من الله.
وقيل: متصل بكلام الهدهد. وقيل: هو من كلام سليمان (١).
وقوله {الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي: القطر من السماء والنبات من الأرض فيكون (في) بمعنى من.
وقيل: الخبء الذي في السموات فحذف الذي فصار حالاً (٢).
والخبء: ما خبأته.
وقيل: {يُخْرِجُ الْخَبْءَ} أي: يعلم غيب السموات والأرض (٣).
{وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (٢٥)} يعلم ضمائركم وما تظهرونه.
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (٢٦)} أعظم شيء خلقه الله. وقيل: العظيم عظيم الشأن (٤). وقيل: العرش المملكة (٥).
ومن قرأ (٦) ألا بالإدغام حَسُنَ وقْفُه على {تُعْلِنُونَ} ثم يستأنف {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} فيكون حُكمه حُكم من قرأ ألا بالتخفيف.
(١) انظر ذلك في حجة القراءات لابن زنجلة (٥٢٦).
(٢) انظر: إعراب القرآن للنحاس (٣/ ٢٠٠).
(٣) المراد بالخبء: المخبوء، أي: يخرج المخبوء من غيث السماء ونبات الأرض ونحو ذلك، وهو قول ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة، وابن جرير.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٧/ ٤٢)، تفسير ابن كثير (٣/ ٣٧٢).
(٤) أي: ليس في المخلوقات أعظم منه.
(٥) وهو تأويل باطل، فعرش الرحمن لايشبهه شيء من المخلوقات.
(٦) في ب: " من قرأ " بغير واو.