وقيل: {وَلَهَا عَرْشٌ} أي: ملك (١)، وهذا ضعيف لقوله {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا} النمل: ٣٨ وهو الكرسي.
{وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} الحسن: كانوا مجوسًا (٢).
{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} التي كانوا عليها.
{فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ} عن سبيل التوحيد والحق الذي يجب أن يسلكوه إذ لا سبيل غيره.
{فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (٢٤)} إلى الحق.
{أَلَّا يَسْجُدُوا! } أي: فصدّهم أن لا يسجدوا لله.
وقيل: وزين لهم أن لا يسجدوا، فيكون بدلاً من أعمالهم. وقيل: فهم لا يهتدون أن لا يسجدوا لله، فيكون (لا) زيادة وكذلك إذا جعلته متعلقًا بالصد. وقيل: فصدهم لأن لا يسجدوا فحينئذٍ واقع موقعه غير زائد (٣).
وقرأ الكسائي {أَلَّا يَسْجُدُوا! } بالتخفيف (٤) وتقديره: ألا يا قوم اسجدوا، فحذف المنادى، كما أنشده سيبويه:
يالعنة الله والأقوام كلهم ... والصالحين على سمعان من جاري (٥).
(١) حكاه في النكت والعيون (٤/ ٢٠٤) عن ابن بحر.
(٢) والأكثر على أنهم كانوا يعبدون الشمس.
(٣) انظر: معاني القرآن للزجاج (٤/ ٨٧)، معاني القرآن للنحاس (٥/ ١٢٦).
(٤) قرأ الكسائي " ألا يسجدوا " بالتخفيف، وقرأ الباقون " ألاّ يسجدوا " بالتشديد.
انظر: الحجة في القراءات السبع لابن خالويه (٢٧٠)، التيسير للداني (١٦٧).
(٥) انظر: الكتاب لسيبويه (٢/ ٢١٩)، والبيت ذكره الزمخشري في المفصل في صنعة الإعراب (٧٢)، وابن هشام في مغني اللبيب (٤٨٨)، وأبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق في كتاب اللامات (٣٧)، وأبو بكر بن السراج البغدادي الأصول في النحو (١/ ٣٥٤).