{فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} أي: رجعتا وأخبرتا أباهما (١) بما رأتا من موسى.
وقيل: لما أسرعتا في الإياب ذلك اليوم (٢) بخلاف سائر الأيام سألهما أبوهما عن السبب، فأخبرتاه بما كان من موسى - عليه السلام -، فأرسل إحدى ابنتيه، فجاءته ماشيةً مستحييةً مستترةً بكم درعها (٣).
وعن عمر - رضي الله عنه -: سترت وجهها بيديها (٤).
الحسن: فوالله ما كانت ولَاّجة ولا خَرَّاجة ولكنها كانت من الخفرات (٥) اللاتي لا يحسن (٦) المشي بين أيدي الرجال والكلام معهم (٧).
وجاء في التفسير أنها الصغرى واسمها صفورا، وهي التي تزوجها موسى (٨).
وروي عن بعض القراء الوقف على {تَمْشِي} والابتداء بقوله {عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} (٩).
{قَالَتْ إِن أَبِي يَدْعُوكَ} لأن الحياء في الكلام أكثر منه في المشي {قَالَتْ إِن أَبِي يَدْعُوكَ} الجمهور على أنه شعيب.
وذهب بعض المفسرين إلى أنه ابن أخي شعيب واسمه يثرون.
(١) في ب " وأخبرتا أياهما "، وهو تصحيف.
(٢) في ب " لما أسرعتا في الآيات ذلك اليوم " وهو تصحيف.
(٣) انظر: معالم التنزيل (٦/ ٢٠١).
(٤) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٨/ ٢١٩)
(٥) الخَفَر: شدة الحياء، والجمع خفائر، والخَفرة: المرأة الحيية، الطويلة السكوت، المتسترة، قد جاوزت الإعصار ولم تعنس.
انظر: غريب الحديث لابن قتيبة (١/ ٥٢٢)، القاموس المحيط (٣٥٦).
(٦) في ب " الذي لا يحسن ".
(٧) لم أقف على على الحسن، والمنقول في كتب التفسير أنه من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٨/ ٢١٩)، وصحح إسناده ابن كثير في تفسيره (٣/ ٣٩٦).
(٨) انظر: الكشف والبيان للثعلبي (٧/ ٢٤٥).
(٩) انظر: القطع والائتناف (٣٨٦).