{ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} أي: أنواع ما يثمر من البلاد لأنه في وادٍ غير ذي زرع.
{رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا} رزقناهم ذلك من عندنا.
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٥٧)} لا يتدبرون أن الذي فعل ذلك بهم وهم كافرون قادر على أن يفعل بهم وهم مؤمنون.
{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ} أهل قرية، والتقدير: وكم من قرية أهلكنا.
{بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا} البطر: سوء احتمال الغنى (١)، والمعنى: كفرتها، والوجه في
{مَعِيشَتَهَا} فحذف في.
وقيل: معناه أبطرتها معيشتها (٢). وقيل: نصب على التمييز، وهو بعيد لكونها معرفة (٣).
{فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ} خراب ترونها في مجيئكم وذهابكم.
{لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ} من بعد إهلاك أهلها (٤).
{إِلَّا قَلِيلًا} لم تخرب. وقيل: إلا قليلا منها سكنت (٥). وقيل: لم تعد إلى العمارة إلا قليل (٦). وقيل: لم يسكنها إلا المسافرون ينزلونها ساعة ثم يرتحلون (٧).
{وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (٥٨)} ما ملك التصرف فيها غيرنا (٨)، وهذا وعيد للمخاطبين.
(١) قال في المفردات (١٢٩) " البطر: دَهَش يعتري الإنسان من سوء احتمال النعمة، وقلة القيام بحقها، وصرفها إلى غير وجهها ".
(٢) قاله الفراء في معاني القرآن (٣٠٨).
(٣) انظر: معاني القرآن للزجاج (٤/ ١١٣).
(٤) في ب " من بعد هلاك أهلها ".
(٥) انظر: معاني القرآن للفراء (٢/ ٣٠٩).
(٦) حكاه في معالم التنزيل (٦/ ٢١٦).
(٧) قاله ابن عباس، رضي الله عنهما.
انظر: الوسيط للواحدي (٣/ ٤٠٤).
(٨) في ب " ما ملك التصف فيها غيرها " والصواب المثبت.