{وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (٨٠)} فيه قولان:
أحدهما: لا يلقى هذه الكلمة وهي {ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ}.
والثاني: الجنة ونعيمها.
{إِلَّا الصَّابِرُونَ} على طاعة الله وعن معصيته.
{فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} لما شكا موسى قارون إلى الله أمر الله الأرض أن تطيع موسى على ما سبق. قال موسى: يا أرض خذيه. فأخذته إلى عَقِبِه، ثم قال: خذيه فأخذته إلى وسطه، ثم قال: خذيه فأخذته إلى عنقه، ثم قال: خذيه فخسفت به. وكان قارون يتضرع إلى موسى في هذه الأحوال ويقول: ارحمني. ولا يتوب إلى الله. فقال الله: يا موسى ما أشد قلبك دعاك عبدي واسترحمك فلم ترحمه وعزتي لو دعاني لأجبته.
وجاء في التفاسير (١) أنه يخسف به في كل يوم قدر قامته (٢) فلا يبلغ الأرض السفلى إلى يوم القيامة، فلما ابتلعت الأرض قارون قال بنو إسرائيل فعل ذلك موسى ليرث ماله لأنه كان ابن عمه فخسف بداره وبجميع أمواله بعده بثلاثة أيام فلم يُقدر على ماله أبداً.
{فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ} أعوان. وقيل: جماعة، مشتق من فاوت رأسه (٣).
{وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (٨١)} لم يمتنع ولم يمنعه كنزه وماله وعدده.
{وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ} أي: صار الذين كانوا يتمنون.
{مَكَانَهُ} منزلته.
(١) في أ " وجاء في التفسير ".
(٢) في ب " يخسف به في كل يوم قدر قامة ".
(٣) قاله قتادة.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٨/ ٣٣٨).