{وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ} كما أوتي موسى وعيسى، وقيل: هو ما سألوه في قوله {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} الآيات الإسراء: ٩٠ (١).
{قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ} فهو يأتي بها لست أملك منها شيئا فآتيكم بما تقترحونه علي (٢).
{وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ} أُنذركم عذاب الله على إقامتكم على شرككم (٣).
{مُبِينٌ (٥٠)} أبين لكم الإنذار.
{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} بلسانهم وهم أفصح الناس (٤) وأعلمهم بأصناف البلاغة وقد تحديتهم لأن يأتوا بمثله، أو عشر سور مثله، أو سورة مثله، فعجزوا فبذلوا الأموال والمهج دونه، وذلك أبلغ من سائر المعجزات وأبعد من أسباب التشكيك.
{إِن فِي ذَلِكَ} في القرآن.
{لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥١)} لمن همه الإيمان دون التعنت. {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا} يشهد لي بالصدق بأني رسوله يعني شهادته في قوله
{وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} النساء: ٧٩ {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} الفتح: ٢٩.
وقيل: معناه في القرآن الذي بَيّنَ الله بإعجازه صدقي كفاية وشهادة صدق بيني وبينكم لمن طلب الدليل (٥).
{يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} لا يخفى عليه فيهما شيء (٦).
(١) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٨/ ٤٢٨)، النكت والعيون (٤/ ٢٨٨).
(٢) في أ " فآتيكم بما تقترحونه علي به ".
(٣) في أ " إقامتكم على شرككم ".
(٤) في ب " وهو أفصح الناس ".
(٥) انظر: النكت والعيون (٤/ ٢٨٨).
(٦) في ب " لا يخفى عليه عنهما شيء ".