{ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا} كفروا.
{السُّوأَى} العذاب. وقيل: جهنم (١).
و{السُّوأَى} فُعْلَى تأنيث الأفعل كالحسنة والفضلى.
وقيل: {السُّوأَى} مصدر كالرجعى، ومحلها رفع فيمن نصب {عَاقِبَةُ}، ونصب فيمن رفع (٢). والإساءة: فعل السيئة والسوء والسوئ، والسيئة: كل قبيح من فعل أو قول.
{أَنْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (١٠)} أي: بأن. وقيل: لأن فحذف الجار.
وقيل: {أَنْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ} بدل من {السُّوأَى} أي: عاقبته أن طبع الله على قلوبهم وسمعهم فكذبوا بآيات الله، ويحتمل أن يكون بياناً لقوله {أَسَاءُوا} أي: هو أن كذبوا بآيات الله (٣).
{اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ} ينشئهم. {ثُمَّ يُعِيدُهُ} يحييهم بعد الموت.
{ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١١)} للجزاء.
{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (١٢) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ} أي: يتحيرون وييأسون من الرحمة ومن شفاعة من كانوا يرجون شفاعته.
والإبلاس: اليأس، والإبلاس: الحيرة وانقطاع الحجة، والإبلاس: التندم (٤).
{وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (١٣)} قيل: الضمير للكفار في {كَانُوا}، أي: يكفرون بآلهتهم وينكرونهم (٥).
(١) قاله السدي.
انظر: النكت والعيون (٤/ ٣٠١).
(٢) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٨/ ٤٦٧).
(٣) انظر: معاني القرآن للفراء (٢/ ٣٢٢).
(٤) قال الزجاج في معاني القرآن (٤/ ١٣٦) " المبلس: الساكت المنقطع من حجته، اليائس من أن يهتدي إليها، تقول: ناظرته فأبلس، أي: انقطع وأمسك ويئس من أن يحتج ".
(٥) انظر: الوسيط للواحدي (٣/ ٤٣٠).