{يَأْتِ بِهَا اللَّهُ} يُحْضِرها الله فيجازي عليها، وأكثر المفسرين على أنها الصخرة التي عليها الأرض وهي التي تسمى السِّجين، وليست من الأرض (١).
وقيل: المراد بها الجبل، والمراد بالأرض: المهاد منها، كقوله {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (٦) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} النبأ: ٦ (٢).
وذُكر أن آخر ما قال لابنه {إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ} ثم تَفَطَّر من هيبة هذه الموعظة فمات، وكان آخر كلامه.
وقيل: المراد بها الرزق، أي: إن كان للإنسان رزق مثقال حبة خردل في هذه المواضع جاء بها الله حتى يخرجها ويسوقها إلى من هي رزق له (٣).
{إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ} باستخراج ذلك.
{خَبِيرٌ (١٦)} عالم بمكانه.
{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ} حافظ عليها لمواقيتها وما شُرع فيها.
{وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ} ما رأيْتَه من معروف حَسَنٍ في العقول قد تُرِك فأمر به.
{وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ} وما رأيته من شيء تُنكره أن يُؤتى (٤) فانْهَ عنه وامْنَع منه.
(١) وهو مروي عن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما، وغيرهما.
قال ابن كثير في تفسيره (٣/ ٤٥٥) " إن صح ذلك ... وهذا والله أعلم كأنه متلقى من الإسرائيليات التي لا تصدق ولا تكذب، والظاهر والله أعلم أن المراد أن هذه الحبة في حقارتها لو كانت داخل صخرة فإن الله سيبديها ويظهرها بلطيف علمه ".
(٢) قاله قتادة.
انظر: الوسيط للواحدي (٣/ ٤٤٣).
(٣) انظر: غرائب التفسير (٢/ ٩٠٢)، وهو مخالف لظاهر الآية.
(٤) في ب " تنكره يؤتى ".