وذهب بعض المفسرين إلى أن هذا يجوز أن يكون كعادة العرب في وصف اليوم المكروه بالطول واليوم المحبوب بالقِصَر (١).
{ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} العلانية.
وقيل: الغيب: الآخرة، والشهادة: الدنيا (٢).
وقيل: الغيب: ما غاب عن الخلق، والشهادة: ما ظهر لهم (٣).
وقيل: الغيب: ما سيوجد، والشهادة: الموجود (٤).
والغيب: خفاء الشيء عن الإدراك، والشهادة: ظهوره للإدراك.
{الْعَزِيزُ} على أعدائه. {الرَّحِيمُ} على أوليائه.
{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} من سَكَّنَه فله وجوه (٥):
أحدها: أنه بدل من كل شيء، فيكون المعنى: الذي أحسن خلق كل شيء. وقيل: معناه: أَتْقَن (٦).
وقيل: عَلِمَ، من قول العرب: هو يحسن هذا أي: يعلم (٧).
(١) تنظر هذه الأقوال في جامع البيان لابن جرير (١٨/ ٥٩٢ - ٥٩٦) قال " وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: معناه: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، ثم يعرج إليه في يوم كان مقدار ذلك اليوم في عروج ذلك الأمر ونزوله إلى الأرض ألف سنة مما تعدون من أيامكم؛ خمسمائة في النزول، وخمسمائة في الصعود، لأن ذلك اظهر معانيه واشبهها بظاهر التنزيل ".
وانظر: النكت والعيون (٤/ ٣٥٤)، زاد المسير (٦/ ٣٣٣)، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٤/ ٨٧).
(٢) انظر: بحر العلوم للسمرقندي (٣/ ٢٨).
(٣) قاله الواحدي في الوسيط (٣/ ٤٥٠).
(٤) انظر: بحر العلوم للسمرقندي (٣/ ٢٨).
(٥) وهي قراءة ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وقرأ الباقون بتحريك اللام على الفعل الماضي.
انظر: الكشف (٢/ ١٩١)، النشر (٢/ ٣٤٧).
(٦) وهو قول مجاهد.
انظر: النكت (٤/ ٣٥٥).
(٧) وهو قول السدي.
انظر: زاد المسير (٦/ ٣٣٤).