وقيل: {أَحْسَنَ} بمعنى: أعطى، فيصير تقديره: أعطى كل شيء حاجته (١) ثم هدى، وقد سبق في طه (٢).
وقيل: {خَلَقَهُ} نصب على المصدر أي: خلق كل شيء خلقاً (٣).
ومن قرأ: {خَلَقَهُ} بالفتح، فالتقدير: جميع مخلوق الله حَسَنٌ متقن (٤).
{وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ} آدم.
{مِنْ طِينٍ} من تراب مُبْتَلٍ بالماء.
{ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ} أولاد آدم.
{مِنْ سُلَالَةٍ} من نطفة منتزعة كالفظالة.
{مِنْ مَاءٍ} هو: المَنِي، وهو بدل من السلالة (٥).
وقيل: معناه: سُلالة سُلّت من جملة ماء (٦).
{مَهِينٍ} ممتهن، محتقر، فعيل بمعنى مفعول.
{ثُمَّ سَوَّاهُ} يعني الإنسان. وقيل: النسل، أي: خلقه معتدلاً في الشكل.
وقيل: معتدلاً في الطبع (٧).
{وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ} الروح: ما يمتاز به الحي من الميت، والإضافة للتشريف كبيت الله، وناقة الله.
وقيل: {مِنْ رُوحِهِ} أي: ريحه الذي يحيى بها الإنسان (٨).
{وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ} لتسمعوا، وتبصروا، وتعقلوا، وتعلموا.
(١) وهو قول مجاهد.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٨/ ٥٩٩).
(٢) في قوله تعالى {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} طه: ٥٠، وانظر: النكت والعيون (٤/ ٣٥٥). .
(٣) انظر: معاني القرآن، اللزجاج (٤/ ١٦٥).
(٤) الفتح قراءة ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وقرأ الباقون بتحريك اللام (خَلَقَه).
انظر: الكشف لمكي (٢/ ١٩١)، التيسير للداني (٢/ ٣٤٧).
(٥) في ب " وهو بدل من سلالة ".
(٦) حكاه الزجاج في معاني القرآن (٤/ ١٥٦).
(٧) حكاهما الماوردي في النكت والعيون (٤/ ٣٥٦).
(٨) انظر: النكت والعيون (٤/ ٣٥٦).