وقوله {بِمَا غَفَرَ لِي} فيه ثلاثه أقوال:
أحدها: أن (ما) للمصدر (١) أي: بمغفرة ربي (٢).
والثاني: بمعنى: (الذي) أي: بالذي غفر لي ربي بسببه وجعلني من المكرمين.
وقيل: بأي شيء غفر لي وكان القياس على هذا القول بم (٣).
الحسن: هو بمعنى: أي شيء ولا استفهام فيه (٤).
{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ} قوم حبيب.
{مِنْ بَعْدِهِ} بعد قتله. الحسن: بعد رفعه (٥).
{مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ} لنصرة الرسل أي: لم نَحْتَج في إهلاكهم إلى إرسال جند (٦).
{وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (٢٨)} قيل: تكرار. وقيل: {وَمَا} بمعنى: الذي، والتقدير: من جند ومما كنا منزلين على من قبلهم من حجارة وريح وأمطار شديدة (٧).
{إِنْ كَانَتْ} ما كانت عقوبتهم.
{إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} صاح بهم جبريل صيحة واحدة فماتوا عن آخرهم (٨).
{فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (٢٩)} ميتون.
{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه من كلام حبيب (٩).
(١) في أ: "ما للمصدر" بغير "أن"
(٢) في ب: "أي: بمغفرة" بغير "ربي".
انظر: معاني القرآن للزجاج (٤/ ٢١٣).
(٣) ذكر هذا القول والذي قبله الزجاج في معاني القرآن (٤/ ٢١٣).
(٤) انظر: غرائب التفسير (٢/ ٩٥٨)، وانظر: معاني القرآن للفراء (٢/ ٣٧٤).
(٥) وسبق أن أكثر المفسرين على أنه قُتِلَ.
(٦) في أ: "أي: لم نحتج إلى إرسال جند في إهلاكهم".
(٧) انظر ما سبق في إعراب القرآن للنحاس (٣/ ٣٤٨).
(٨) في ب: "وماتوا عن آخرهم".
(٩) لم أقف عليه، والله أعلم.