{أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ} يعني القرآن.
{مُبَارَكٌ} فيه مغفرة للذنوب (١) لمن آمن به (٢).
{لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ} ليقفوا على ما فيه ويعملوا به.
{وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٩)} وليتعظَ بالقرآنِ ذَوُوا (٣) العقول.
{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ} أي أعطيناه.
ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: " أولادُنا من مواهبِ الله لنا " (٤)، ومثله {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا} الشورى: ٤٩ الآية.
{نِعْمَ الْعَبْدُ} سليمان (٥).
{إِنَّهُ أَوَّابٌ (٣٠)} رَجَّاعٌ إلى الله بالعبادة (٦).
وقيل: {إِذْ عُرِضَ} ظرف لقوله: {أَوَّابٌ (٣٠)}.
وقيل: نعم العبد: داود كما قال: {دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ}.
{إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ} على سليمان بإجماع (٧) إلا ابن بحر (٨) فإنه قال: " عُرِضَ على داود" (٩).
{بِالْعَشِيِّ} بعد الظهر (١٠).
(١) في (ب) " الذنوب ".
(٢) المؤلف قيد البركة بالمغفرة للذنوب، وهي أشمل من ذلك، وهذا أحد بركات القرآن لمن آمن به وعمل بمقتضاه، قال ابن عطيَّة: " المعنى: هذا كتابٌ لمن أراد التمسك بالإيمان والقربة إلينا، وفي هذه الآيات اقتضاب وإيجاز بديع حسب إعجاز القرآن العزيز، ووصفه بالبركة؛ لأنَّ أجمعها فيه، لأنَّه يُورث الجنَّة ويُنقذ من النار، ويحفظ المرء في حال الحياة الدنيا، ويكون سبب رفعة شأنه في الحياة الآخرة " المُحَرَّرُ الوجِيز (٤/ ٥٠٢).
(٣) في (ب) " ذو ".
(٤) انظر: تفسير السَّمَرْقَنْدِي (٣/ ١٥٩).
(٥) انظر: جامع البيان (٢٣/ ١٥٢)، معاني القرآن؛ للزَّجَّاج (٤/ ٢٤٧).
(٦) انظر: جامع البيان (٢٣/ ١٥٢).
(٧) انظر: جامع البيان (٢٣/ ١٥٢)، النُّكَت والعُيُون (٥/ ٩٢)، المُحَرَّرُ الوجِيز (٤/ ٥٠٢)، تفسير البيضاوي (٢/ ٣١١)، تفسير أبي السعود (٥/ ٣٦٠).
(٨) ابن بحر: محمد بن مسلم بن بحر، أبو مُسْلِم الأصفهاني المعتزلي، كان عالماً بالتفسير وبغيره من صنوف العلم، وله شعر، من كتبه (جامع التأويل) في التفسير، أربعة عشر مجلداً، جمع سعيد الانصاري الهندي نصوصاً منه وردت في (مفاتيح الغيب) المعروف بتفسير الفخر الرازي، وسمَّاها (ملتقط جامع التأويل لمحكم التنزيل - ط) في جزء صغير.
ومن كتبه (الناسخ والمنسوخ) وكتاب في (النحو)، توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة للهجرة. انظر تَرْجَمَتَه: بغية الوعاة (١/ ٥٩)، طبقات المُفَسِّرين؛ للدَّاوودي (٢/ ١٠٩)، الأعلام (٦/ ٥٠).
(٩) انظر: غرائب التفسير (٢/ ٩٩٩).
(١٠) انظر: تفسير البيضاوي (٢/ ٣١١) تفسير أبي السعود (٥/ ٣٦٠).