{وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١)} لأنَّهم نالوا ما أرادوا، والمعنى: لا يمسُّ أبدانهم أذىً، ولا قلوبهم حَزَنٌ.
وقال الماوردي: " بما سلكوا مفاوز الطاعات الشاقَّة من مفازة السَّفر " (١). وهو ركيكٌ.
{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} ردّ على الثنوية (٢).
ابن الهَيْصَم (٣): " أي كلُّ شيءٍ بائنٌ منه " (٤).
{وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (٦٢)} حافظ (٥)، وقيل: كَفِيلٌ بأرزاقهم.
{لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي (٦) مفاتيحها، واحدها مَقْلِيد ومِقْلَد.
وقيل: إقليد، وقيل: لا واحد لها من لفظها، وقيل: المِقليد: المفتاح، والقفل أيضاً، تقول: أقلَدَ (٧) بابه إذا أغلقه وإذا فتحه.
وقيل: إقليد مُعَرَّب من قولهم: إكليد بالفارسية.
ومقاليد السماوات والأرض: خزائنها، فمقاليد السماوات: (٨) الأمطار، ومقاليد الأرض: النَّبات (٩).
(١) انظر: النُّكَت والعُيُون (٥/ ١٣٢).
(٢) الثنوية: من مذاهب المجوس ونحوهم يقولون: إن العالم صادر عن أصلين النور والظلمة، والنور عندهم هو إله الخير المحمود، والظلمة هي الإله الشرير المذموم. ... انظر: اعتقادات المسلمين والمشركين؛ لمحمد بن عمر الرَّازي (ص: ٨٨)، الجواب الصحيح، لابن تيمية (ص: ٣٥١)، الموسوعة الميسرة (٢/ ١٠٣٢).
(٣) ابن الهَيْصَم: محمد بن الهيصم، أبو عبد الله، شيخ الكرَّامية وعالمهم في وقته، وهو الذي ناظره ابن فورك بحضرة السلطان محمود بن سبكتكين، وليس للكرامية مثله في الكلام والنظر، وكان في زمانه رأس طائفته الهيصمية، ولم أقف على تاريخ وفاته انظر: الوافي بالوفيات (٥/ ١٧١)، تاريخ الخلفاء للسيوطي (ص ٣٥٦).
(٤) لم أقف عليه.
(٥) انظر: جامع البيان (٢٤/ ٢٣)، تفسير البغوي (٧/ ١٣٠).
(٦) " أي " ساقط من (ب).
(٧) في (ب) " قَلَدَ ".
(٨) ما بين المعقوفتين ساقط من (ب).
(٩) انظر: تفسير مجاهد (٢/ ٥٦٠)، جامع البيان (٢٤/ ٢٣)، غريب القرآن؛ للسِّجستاني (ص: ٤٢٤)، معاني القرآن، للنَّحاس (٦/ ١٨٩)، تفسير السمرقندي (٣/ ١٨٤)، المفردات (ص: ٦٨٢)، مادة (قَلَدَ).