وقيل: ملكه من قولهم: مُلْكُ اليمين.
ومعنى: {مَطْوِيَّاتٌ}: مستولٍ عليها استيلاؤك على الشيء المطويِّ عندك وبيدك (١).
وقيل: {مَطْوِيَّاتٌ}: يوم القيامة، من قوله: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ} الأنبياء: ١٠٤.
وقيل: فيه تقديم وتأخير، تقديره: والأرض جميعاً قبضته والسماوات مطويات بيمينه يوم القيامة.
والمذهب والمعتقد في هذا وأمثاله التَّنزيهُ عن التشبيه، والوصف بالجسم، والعَرض والكيف والكَمُّ والزَّمان، وما رواه المفسِّرون في هذه الآية فكُلُّها مؤولٌ (٢).
من ذلك ماروي عن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - أنه قال: " ما السماوات السبع، والأرضون السبع في يد الله إلا كخردلة في يد أحدكم " (٣).
{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٧)} نزَّه نفسه (٤) عمَّا لا يليق به من الصِّفات، ونصب {جَمِيعًا} على الحال، كما تقول: هذا بُسْراً أطيبُ منه رُطَباً.
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} الأكثرون على أنَّه قرن ينفخ فيه إسرافيل (٥).
وقال بعضهم: الصُّور والنَّاقور واحدٌ.
وقال بعضهم: الصُّور: جمع صُوْرة، وقد سبق (٦).
(١) هذا من التأويل الذي وقع فيه المؤلِّف - عفا الله عنه -، والصحيح أنَّ الطي من صفات الله الفعلية الاختيارية، وقد تقدَّم تقرير معتقد أهل السنة فيها عند قوله: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
(٢) هذا ليس على إطلاقه قال ابن كثير في تفسيره - تفسير القرآن العظيم - (٤/ ٦٧): "وردت أحاديث كثيرة متعلقة بهذه الآية الكريمة، والطريق فيها وفي أمثالها مذهب السلف، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف ".
(٣) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (٢٤/ ٢٥)، وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (٢/ ٤٤٤) برقم (١٣٧).
(٤) في (ب) " نزَّه عن نفسه".
(٥) انظر: تفسير مقاتل (٣/ ١٣٩)، جامع البيان (٢٤/ ٢٩)، المحرر الوجيز (٤/ ٢٧٢)، الجامع لأحكام القرآن (٧/ ٢٤)، التسهيل (٣/ ١٩٩).
(٦) سورة الأنعام (٧٣).