{نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا} نَدُسْهما ونطأهما انتقاماً منهما وإذلالاً لهما.
وقيل: نجعلهما في الدرك الأسفل (١).
{لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (٢٩)} أسفل منَّا (٢).
ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - " ليكونا أشدّ عذاباً " (٣).
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} في سبب النُّزول عن ابن عبَّاس ... - رضي الله عنهما - " أنَّها نزلت في أبي بكر الصدِّيق - رضي الله عنه -، فإنَّ المشركين قالوا ربُّنا الله، والملائكة بنات الله، واليهود قالوا: ربُّنا الله، وعزير ابن الله، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - ليس بنبي، وأبو بكر - رضي الله عنه - قال: ربُّنا الله وحده لا شريك له ومحمد عبده ورسوله فاستقام " (٤).
ومعنى الآية: إنَّ الذين أقروا بوحدانية الله تعالى، ونفوا عنه الأنداد والصاحبة والأولاد، ثم أقاموا على طاعته، وأداء فرائضه، مخلصين له الدين إلى حين موتهم.
{تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ} عند الموت (٥)، وقيل: عند (٦) الخروج من القبر.
(١) انظر: جامع البيان (٢٤/ ١١٤)، النُّكَت والعُيُون (٥/ ١٧٧)، تفسير السمعاني (٥/ ٤٩)، تفسير البيضاوي (٢/ ٣٥٣).
(٢) قال ابن جرير: " يقول: نجعل هذين اللذين أضلانا تحت أقدامنا؛ لأنَّ أبواب جهنم بعضها أسفل من بعض، وكلُّ ما سفُل منها فهو أشدُّ على أهله، وعذاب أهله أغلظ، ولذلك سأل هؤلاء الكفار ربهم أن يريهم اللذين أضلاهم ليجعلوهما أسفل منهم ليكونا في أشد العذاب في الدرك الأسفل من النار ". جامع البيان (٢٤/ ١١٤).
(٣) انظر: تفسير البغوي (٧/ ١٧٢)
(٤) انظر: أسباب النزول؛ للواحدي (ص: ٣١٠)، زاد المسير (٧/ ٩٩)، الجامع لأحكام القرآن (١٥/ ٣٤٧)، البحر المحيط (٩/ ٣٠٣).
(٥) انظر: تفسير مجاهد (٢/ ٥٧١)، معاني القرآن؛ للفراء (٣/ ١٨)، جامع البيان (٢٤/ ١١٦)، تفسير السمرقندي (٣/ ٢١٥)، تفسير الثعلبي (٨/ ٢٩٤)، النُّكَت والعُيُون (٥/ ١٨٠)، تفسير السمعاني (٥/ ٥٠).
(٦) " عند " ساقطة من (أ).