و (يُكْذِبُونَكَ) بالتخفيف معناه: لا يجدونك كاذباً، وقيل: هما بمعنىً (١).
{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} كهود ولوط وصالح وشعيب.
{فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا} فتأس بهم واصبر {حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا} معونتنا {وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} لا مخلف لوعده، يعني قوله: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ} الصافات: ١٧١، وقوله: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا} الآية غافر: ٥١، وقوله: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} الآية (٢) المجادلة: ٢١.
{وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (٣٤)} أي: قصصهم وما حل بقومهم، والفاعل مضمر، وقيل: {مِنْ} زيادةٌ، وفيه بُعْدٌ.
{وَإِنْ كَانَ كَبُرَ} عظم وشق {عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ} عنك وعن الإيمان بك وبالقرآن (٣)، وحرصت على إيمانهم {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ} تطلب {نَفَقًا فِي الْأَرْضِ} تغوص فيها، والنفق: سَرَبٌ له مَخْلَصٌ إلى مكان آخر {أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ} مصعداً تصعد فيه، وقيل: درجاً، وقيل: سبباً (٤)، وسمي سلماً لتسليمه إلى المقصد.
{فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ}. ابن عباس رضي الله عنهما: بآية خير مما معك فافعل (٥)، والمعنى (٦): لا يؤمنون وإن اجتهدت كل الاجتهاد وجئتهم بما اقترحوا من الآيات.
{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى} بإنزال آية تضطرهم إلى الإيمان.
(١) قرأ نافع والكسائي (فإنهم لا يُكْذِبُونَكَ) وقرأ باقي العشرة {يُكَذِّبُونَكَ} مشددة.
انظر: «المبسوط» لابن مهران (ص ١٦٨).
(٢) كلمة (الآية) إنما وردت في (ب) فقط.
(٣) في (ب): (عنك وعن إيمان بقرآن وحرصت ... ).
(٤) سقط (وقيل سبباً) من (جـ).
(٥) أخرجه الطبري ٩/ ٢٢٦، وابن أبي حاتم ٤/ ١٢٨٤ (٧٢٤٩).
(٦) سقطت كلمة (والمعنى) من (أ).