القيامة (١).
{قَوْلُهُ الْحَقُّ} أي: وعده ووعيده.
{وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} فيه قولان:
أحدهما: أنه قرن ينفخ فيه فيصعق الخلق، ثم ينفخ فيه فيحيون.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: تكون السماوات صوراً ينفخ فيه مثل القرن وتبدّل سماء أخرى (٢).
والثاني: أنه جمع صُوْرَة كسُوْرَة وسُوَر وصُوْفَة وصُوَف، أي: ينفخ الأرواح في الصُّوْر (٣).
{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (٧٣)}.
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ} اختلف المفسرون في آزر:
فذهب بعضهم: إلى أنه اسم أبيه، وظاهر القرآن يدلّ عليه.
وذهب بعضهم: إلى أن اسم أبيه تارخ، وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كذب النسَّابون) (٤).
(١) هذه الجملة وردت في (ب) بسياق آخر، حيث ورد فيها: (ومعنى كن فيكون وقيل نصب على الظرف خبر عن المبتدأ وهو قوله (قوله الحق) وقوله مبتدأ والحق صفته واليوم خبره، وقيل يعيدها يوم يقول، أي يقول اليوم (كن فيكون) أي فيكون القيامة (قوله الحق) أي وعده ... ). وهذه الزيادة لم ترد في (أ) و (جـ).
(٢) لم أجده بهذا المعنى عن ابن عباس، وإنما الوارد عنه ما ذكره الكرماني قبل سوقه لقول ابن عباس، وهو: أن هناك نفختان، أخرجه عنه الطبري ٩/ ٣٤١.
(٣) استشهدوا لهذا القول بالقراءة التي تروى عن الحسن (الصُّوَر) بفتح الراء. وقد أفاض السمين الحلبي في مناقشة هذا القول ونقل عن الأزهري تضعيفه لهذا القول، وأن القول بأنه قرن ينفخ فيه هو قول أهل السنة والجماعة.
انظر: «الدر المصون» للسمين الحلبي ٤/ ٦٩٣ - ٦٩٤.
(٤) أخرجه ابن سعد في «الطبقات» ١/ ٥٦ وقال الشيخ الألباني في «سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة» رقم (١١١) إنه موضوع.