{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} أَيُّ شيءٍ حال بينك وبين السجود لآدم.
و(لا) صلة، كقوله {لِئَلَّا يَعْلَمَ} الحديد: ٢٩.
وقيل: المنع بمعنى القول، أي: من قال لك لا تسجد، وهذا مزيّف (١)؛ لأن النهي مجزوم.
وقيل: الممنوع من الشيء مضطر إلى خلاف مامنع منه، فكأنه قيل: أي شيء اضطرك إلى أن لا تسجد.
وقيل: ما الذي جعلك في مَنَعَةٍ من عذابي.
{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} ذهب بعض المفسرين إلى أن هذا ليس بجواب للأول.
وذهب بعضهم إلى أنه جواب من حيث المعنى، أي: المانع هو أني خير منه.
وذكر العلَّة، فقال: {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ} وهي نورانيَّة.
{وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (١٢)} وهو ظلماني (٢).
وقيل: أخطأ إبليس، فإن الجواهر كلها من حيث كونها جوهراً سواء، وإنما اختلافها بالأعراض والأوصاف.
وذهب بعضهم إلى أن الطين أفضل من النار.
وقول من قال إن إبليس قاس، قول ركيك؛ لأنه ليس في الآية قياس ولا احتجاج (٣).
{قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا} قيل: من السماء، وقيل: من الجنة، وقيل: من الأرض، فإنه
(١) في (أ): (وهي مزيف).
(٢) في (أ): (وهي ظلماني).
(٣) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» ١٥/ ٥: (حجة إبليس في قوله: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} هي باطلة؛ لأنه عارض النص بالقياس، ولهذا قال بعض السلف: أول من قاس إبليس).