عَشِيَّةَ لا عفراءُ مِنْكَ قريبةٌ ... فتدنو ولا عفراءُ مِنْكَ بعيدُ
ويحتمل: أن المراد به المفعول، أي: مُقَرَّبة (١)، فيصير من باب (٢): كف خصيب وعين كحيل.
{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} أي: يثيرها سهلة (٣) من عال.
{بُشْرًا} بالبشارة، كقوله {يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} الروم: ٤٦.
{بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} قدام المطر وأمام الغيث.
و(نشراً) (٤) تهّب من كل صوب، كقوله {وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (٣)} المرسلات ٣، من قولهم: أنشر الله الموتى فنشرت، أي: أحياها فحيت، وقيل: لها نَشْر، أي: رائحة طيبة، وقيل: مِنْ: نشرت: ضد الطي، أي: تنشر السحاب.
وعن أبي بكر بن عياش (٥): لا تقطر من السماء قطرة حتى تعمل فيها أربع رياح، فالصبا (٦) تهيج السحاب والشمال تجمعه والجنوب تدره والدبور تفرقه (٧).
{حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا} أي: رفعت الريح سحاباً وحملته.
(١) وقد نقل أبو حيان ٤/ ٣١٤ قول الكرماني ثم قال: (وليس بجيد).
(٢) كلمة (باب) لم ترد في (أ).
(٣) في (أ): (سهلها).
(٤) قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب (نُشُراً بين يدي) بضم النون والشين حيث كان، وقرأ حمزة والكسائي وخلف (الريح نَشْراً) بفتح النون وسكون الشين، وقرأ ابن عابر (نُشْراً) بضم النون وسكون الشين، وقرأ عاصم (الرياح بُشْراً) بالباء وسكون الشين.
انظر: «المبسوط» لابن مهران (ص ١٨١).
(٥) هو شعبة بن عياش، الإمام المقرئ المشهور، راوي عاصم، توفي سنة (١٩٣ هـ).
انظر: «غاية النهاية» لابن الجزري ١/ ٣٢٥ - ٣٢٦.
(٦) في (ب): (فالسحاب)، والمثبت من (أ) وتفسير الثعلبي كما سيأتي.
(٧) ذكره الثعلبي في «الكشف والبيان» ٤/ ٢٤٢ - ٢٤٣.