وبين محمد -صلى الله عليه وسلم- (١)، وقال أبو جهل يوم بدر: انصر أعلى الجندين وأهدى الفئتين وأكرم الحزبين وأفضل الدّينين (٢).
{وَإِنْ تَنْتَهُوا} عن الكفر والقتال.
{فَهُوَ} أي: الانتهاء {خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا} للقتال {نَعُدْ} للقتل والهزيمة {وَلَنْ تُغْنِيَ} تدفع {عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ} جمعكم {شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ} الفئة {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (١٩)}.
وقيل: الخطاب للمؤمنين، ومعنى الآية: إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح يوم بدر وإن تنتهوا عن أمر الأنفال وفداء الأسارى ببدر فهو خير لكم، وإن تعودوا إلى معصية (٣) نعد إلى الإنكار، ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت لكثرة أعدائكم وأن الله مع المؤمنين.
والأول أظهر.
وقيل: وإن تعودوا للاستفتاح نعد لنصر محمد -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} فيما يدعوكم إلى الجهاد , وقيل: هو قبول الأمر والنهي.
وخص المؤمنين بالذكر رفعاً لأقدارهم وإن كان غير المؤمنين داخلاً معهم.
{وَلَا تَوَلَّوْا} لا تعرضوا.
{عَنْهُ} ولا تخالفوه.
ووحد الكناية لأنه يعود إلى الله , وقيل: إلى رسوله، لأنه المنبئ عن الله , وقيل:
(١) أخرجه الطبري ١١/ ٩٠ عن مجاهد بن جبر.
(٢) ذكره الطبري ١١/ ٩٢ - ٩٤ بأسانيد مختلفة عن جماعة منهم السُّدي والضحاك.
(٣) في (ب): (معصية الله).