وقيل: بمعنى مِنْ، أي: أخبتوا من خوف ربهم، قاله (١) الكلبي.
{مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ} الكافر والمؤمن {كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ} يجوز أن يكون التقدير: كالذي يجمع عماه إلى صممه والذي يجمع إبصاره إلى سمعه، فيكون الواو لعطف الصفة على الصفة، كقول الشاعر (٢):
إلى الملكِ القَرْمِ وابن الهُمامِ ... وليثِ الكتيبةِ في المُزْدَحَمْ
ويجوز أن يكون المراد به واحداً، أي: كالأعمى والبصير (٣) والأصم والسميع، والعمى والصمم آفتان تمنعان عن الإبصار والسمع وليسا ضدين لهما (٤)، لأنه لا تعاقب بينهما.
{هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا} أي: في المثل، وهو نصب على التمييز {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٢٤)} فتنتفعوا (٥) بضرب المثل.
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} المبعوث إليهم {إِنِّي لَكُمْ} بأني لكم {نَذِيرٌ} أنذركم عذاب الله {مُبِينٌ (٢٥)} أبين لكم مصالحكم (٦)، ومن كسر فبإضمار القول، أي: فأتاهم فقال إني لكم نذير مبين (٧).
ابن عباس رضي الله عنهما: أوحى الله تعالى إلى نوح وهو ابن أربع مائة وثمانين سنة ودعا قومه مائة وعشرين سنة وركب السفينة وهو ابن ستمائة سنة (٨) وبقي بعد هلاك قومه ثلاث مائة وخمسين سنة فذلك ألف سنة إلا خمسين عاماً (٩).
(١) في (أ): (قال له).
(٢) البيت ورد في أكثر من مصدر غير منسوب، ولم أهتد لقائله، انظر «معاني القرآن» للفراء ١/ ١٠٥، و «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي ٢/ ٨٥ و ٢/ ١٠٨، و «خزانة الأدب» للبغدادي ١/ ٤٥١.
(٣) سقطت كلمة (والبصير) من (ب).
(٤) سقط قوله (لهما) من (ب).
(٥) في (ب): (فتنفعون).
(٦) سقطت كلمة (مصالحكم) من (أ).
(٧) قرأ أبو جعفر وأبو عمرو وابن كثير والكسائي ويعقوب وخلف (أني لكم) بفتح الألف، وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة (إني لكم) بكسر الألف.
انظر: «المبسوط» لابن مهران (ص ٢٠٣).
(٨) سقطت كلمة (سنة) من (د).
(٩) ذكره أبو الليث السمرقندي في تفسيره ٢/ ١٤٦ عن ابن عباس رضي الله عنهما.