وحكي عن قطرب: أبطح وبطاح وأجرب وجراب وأقعس وقعاس مثل عجاف (١).
{وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ} ابن عيسى (٢): السنبلة نبات كالقصبة حمله حبوب منتظمة.
وتقديره: وسبع سنبلات أخر يابسات.
{يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (٤٣)} أي: عبروها إن كنتم عالمين بها (٣).
ابن عيسى: العبارة: نقل معنى (٤) التأويل إلى نفس السائل بالتفسير.
وفي دخول اللام أقوال، أحدها: أن الفعل واقع موقع المصدر، أي: (٥) للرؤيا عبارتكم، والثاني: أن الفعل واقع موقع الفاعل، أي: للرؤيا معبرين، والثالث: أن المفعول محذوف واللام للعلة (٦)، أي: تعبرون ما تعبرون للرؤيا، والرابع: أن المفعول إذا تقدم ضَعُفَ الفعل فقوي باللام، وهذا مطرد فيما يرد عليك من اللامات (٧) في مثل هذه الآية، وذلك أنه لما دنا فرج يوسف رأى ملك مصر في منامه سبع بقرات سمان خرجن من نهر يابس وسبع بقرات عجاف مهازيل فابتلعت العجاف السمان فدخلن (٨) في بطونهن (٩) ولم ير منهن شيء، ورأى سبع سنبلات خضر قد أدرك حبها وسبعاً أخر يابسات قد استحصدت وأفركت فالتوت اليابسات على الخضر حتى غلبن عليها، فجمع الكهنة والسحرة فاستفتاهم فيها فعجزوا.
{قَالُوا أَضْغَاثُ} أي: هذه أضغاث.
{أَحْلَامٍ} رؤيا مختلفة أباطيل، واحدها ضغث، ومنه الضغث من الحشيش، وهو الحزمة من أنواع مختلفة منه.
{وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (٤٤)} ليس تعبير الرؤيا من شأننا وعلمنا.
(١) انظر: «تهذيب اللغة» للأزهري ١/ ٣٨٣ ففي الهامش نقلاً عن ابن خالويه في كتابه «ليس من كلام العرب» (ص ١٩): (ليس في كلام العرب أفعل صفة والجمع على فعال إلا ثلاثة أحرف من الصفات: أجرب وجراب، وأعجف وعجاف، وأبطح وبطاح). وقطرب هنا يزيد: أقعس وقعاس.
(٢) في (د): (ابن عباس).
(٣) (بها) سقطت من (د).
(٤) في (أ): (لمعنى).
(٥) في (ب): (أي إن كنتم للرؤيا).
(٦) قوله: (واللام للعلة) سقط من (ب).
(٧) في (د): (من الآيات في مثل هذه الآيات).
(٨) في (د): (يدخلن).
(٩) في (ب): (بيوتهن).