قال أبو علي: هما سواء، لكن التشديد يدل على المبالغة (١). وأصله من الحبس، تقول: سَكَرت النهر، والسِّكْر: ما يُسكر به.
ابن عيسى: أصله إدخال اللطيف في المسام (٢)، ومنه السُّكر، والسَّكر: السد (٣) بالتراب (٤).
{بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (١٥)} مخدوعون، وقيل: سحرنا محمد.
{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ} أي: خلقنا فيها.
{بُرُوجًا} الحسن ومجاهد وقتادة: نجوماً (٥).
ابن جرير: هي كواكب تنزلها الشمس والقمر (٦).
غيرهم: هي (٧) البروج الاثنا عشر: الحَمَل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد، والسُّنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجَدْي، والدَّلو، والحوت، وهي منازل الشمس والقمر والنجوم التي تجري فيها، وذلك أن الفلك قسم اثني عشر قسماً وكل قسم منها سمي برجاً ولقب كل برج ببعض الكواكب التي في ذلك القسم كالحمل والثور إلى التمام.
وقيل: البروج: قصور في السماء.
وأصل الكلمة من بروج الحصن، واشتقاقه من البروج وهو الظهور.
{وَزَيَّنَّاهَا} قيل: السماء، وقيل: البروج.
{لِلنَّاظِرِينَ (١٦)} للمعتبرين.
{وَحَفِظْنَاهَا} السماء.
{مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (١٧)} ملعون، وقيل: مرمي بالنجوم.
(١) في (د): (دل) بدلاً من (يدل). وانظر كلام أبي علي الفارسي في «الحجة» ٥/ ٤٣.
(٢) في (د): (المشام).
(٣) سقطت كلمة (السدّ) من (ب).
(٤) انظر: «الجامع في علوم القرآن» لعلي بن عيسى الرماني (ق ٣٨/ب).
(٥) أما قول الحسن فقد ذكره الماوردي ٣/ ١٥٢، والقرطبي ١٢/ ١٨٦، وأما قول مجاهد وقتادة فقد أخرجه الطبري ١٤/ ٣٠ - ٣١.
(٦) انظر: تفسير الطبري ١٤/ ٣٠.
(٧) سقطت (هي) من (ب).