ويحتمل (١) أن المراد بهم (٢) قوم عقلاء ليسوا من بني آدم كالجن، فيكون محل (من) نصباً.
{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ} ذهب بعضهم إلى أن المراد به المطر، وأنه أصل جميع الأشياء، والمراد بالخزائن أنه القادر عليه وعلى إحداثه، وذهب بعضهم إلى أن التقدير: وإن من شيء مما تنبته الأرض من الثمار والأشجار إلا عندنا خزائنه، يريد الماء أيضاً، لكنه جعل خزائن الماء خزائن (٣) هذه الأشياء لما كانت منه، وهذا هو القول الأول بعنيه.
ابن بحر: لفظ الخزائن مستعار، والمعنى: أن الخير كله بيد الله (٤).
وقيل: خزائنه: مفاتحه، وقيل: عندنا خزانه يرسلون منه.
ابن عيسى: خزائن الله: مقدوراته (٥).
الثعلبي حاكياً: في العرش تمثال جميع ما خلق الله في البر والبحر، قال: وهو تأويل قوله {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ} (٦).
وقيل: يريد (٧) الماء الذي في السماء ينزل إلى (٨) السحاب ثم ينزل إلى الأرض.
{وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢١)} أي: معلوم عند الله حده ومبلغه.
قال (٩) ابن مسعود: ليس أرض بأمطر من أرض ولا عام بأمطر من عام ولكن الله يقسمه ويقدره في الأرض (١٠) كيف يشاء عاماً هاهنا وعاماً هاهنا (١١).
(١) في (ب): (قال الشيخ ويحتمل ... ).
(٢) في (ب): (به).
(٣) في (أ): (جعل خزائن هذه الأشياء ... ) ففيها سقط.
(٤) اشار أبو حيان ٥/ ٤٣٨ إلى هذا المعنى ولم يذكر قائله.
(٥) انظر: «الجامع في علوم القرآن» لعلي بن عيسى الرماني (ق ٤١/ب).
(٦) ذكره الثعلبي (ص ٦٥) عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن جده.
(٧) كلمة (يريد) سقطت من (ب).
(٨) في (أ): (من السحاب).
(٩) كلمة (قال) سقطت من (ب).
(١٠) قوله (في الأرض) سقط من (ب).
(١١) أخرجه الطبري ١٤/ ٣٩ - ٤٠.