وقيل: معنى قوله: {بَلْ أَحْيَاءٌ}: لا يَنقطعُ ثوابُ أعمالِهم؛ لأنَّهم قُتِلوا لنُصرةِ دين اللَّه، فما دام الدِّينُ ظاهرًا في الدُّنيا، وأحدٌ يُقاتِلُ في سبيلِ اللَّه، فلهم ثوابُ ذلك؛ لأنَّهم سَنُّوا هذه السُّنَّةَ.
* * *
(١٥٥) - {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}.
وقوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ}؛ أي: ولنَمْتَحِنَنَّكم، وهو لامُ قَسَم، والابتلاءُ مِن اللَّه تعالى لإظهارِ ما علم.
وقوله تعالى: {بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ} أي: خوفِ الأعداء. وانتظامُها بما قبلَها أنَّ الصَّبرَ والاستعانةَ به وبالصَّلاة على احتمال هذه المكاره.
وقوله تعالى: {وَالْجُوعِ} أي: وبشيءٍ مِن الجوع، وهو القَحطُ والسَّنةُ.
ولم يقل: بأشياء، وإن ذكرَ بعده بلايا معدودةً؛ لأنَّه أضمرَهُ ثانيًا وثالثًا؛ اكتفاءً بحرفِ العطف المقتضي لإعادة المذكور أوَّلًا.
وقوله تعالى: {وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ} أي: وبشيءٍ من ذلك، بالسَّرقةِ، والإغارة، وأخذ السُّلطان، والهلاك.
وقوله تعالى: {وَاَلأَنْفُسِ} أي: بالقتل والموت.
وقوله تعالى: {وَالثَّمَرَاتِ} أي: وذهاب ثمراتِ الكروم والأشجار بالبردِ، والسَّمومِ، والرِّيحِ، والجرادِ، وغيرِها من الآفات.
وقوله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} أي: المتحمِّلينَ هذهِ المكاره.
وقيل: الخوفُ: هو الجهادُ، والجوعُ: هو صومُ رمضان، ونقصُ الأموال: هو