وقيل: أي (١): وإنَّ الذين خالفوا التَّوراةَ، وكَتَموا ما فيه من ذكرِ محمَّدٍ عليه الصَّلاة والسَّلام، لفي خلافٍ للتَّوراة، ومعاداة له؛ أي: شاقُّوا اللَّهَ، وعادوه في الحقيقةِ.
وقيل: أي: وإنَّ أهلَ الكتاب الذين خالفوا القرآنَ فلم يؤمنوا به.
وقوله تعالى: {لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}؛ أي: خلافٍ بعيدٍ؛ أي: عن الوفاق.
وقيل: {بَعِيدٍ}؛ أي: لا يُرجى العودُ (٢) عنه.
ثم قوله: {وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا} قيل: هو ابتداءُ كلامٍ، ومعناه ما بينَّا (٣).
وقيل: هو بناء على قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ} وبأن الذين اختلفوا، لكن كُسر "إنَّ" لِمَا دخلَ في جوابه من اللَّام، ولولاها لفُتِحت، وكان ذلك بيانًا أنَّ عقابَهم في النَّار؛ لأنَّ اللَّهَ تعالى نزَّل الكتابَ بالحقِّ، فكتموهُ، ولأنَّهم خالفوهُ وشاقُّوهُ (٤).
* * *
(١٧٧) - {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}.
(١) لفظ: "أي" من (أ).
(٢) في (أ): "العفو".
(٣) في (ف): "بينا".
(٤) "ولأنهم خالفوه وشاقوه" زيادة من (أ) و (ف).